Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

سقطت دولة السوء والارهاب، فمتى سيسقط الفكر الذي مهد لها؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 14:01 - 03/07/2017 - عدد القراء : 1768

ستتحرر كامل اراضي نينوى، وسينتهي وجود “داعش” العلني في “تلعفر” و”الحويجة” و”هيت” و”عانة” و”القائم” ومواقع في الصحراء الغربية وغيرها.. فـ”داعش” فقدت المبادرة، وهي باعلان الخلافة وتأسيس الدولة المزعومة وبناء المؤسسات والمواقع وحرب الجبهات قد كشفت نفسها، وصار ضربها والقضاء عليها ممكناً. وقد كتبنا في 3/7/2014، اي بعد اسابيع من اعلان البغدادي لخلافته افتتاحية بعنوان “داعش واحتلال الموصل.. الخطوة القاتلة؟”، نعيد نشرها بنصها ادناه. مع الاشارة الى ان عمليات “داعش” ستستمر، وان كان بوتائر اقل. فهي قد خسرت الكثير من حواضنها ومرتكزاتها.. وتخلى عنها الكثير من جمهورها، بعد ان عانى منها الامرين، وارتد عنها الكثير من رعاتها بعد ان تكشفوا مطامعها واهدافها. اما المعركة الاطول والاشرس فستكون مع الفكر والممارسات التي افرزت “داعش” ومثيلاتها.. وهذه معركة اكثر تعقيداً وشمولية وتتطلب جهوداً وتعاوناً ووعياً ووضع اولويات في كل بلد، وعلى صعيد المنطقة والعالم.

[“انتقال “داعش” من الانتحاريين والسرية والخلايا النائمة والحواضن والواجهات، الى احتلال الارض، والهجوم بجبهات والتحصن بمواقع واعلان “الخلافة”، تقدير خاطىء للظروف العراقية والاقليمية، رغم خطورة هجومها وضخامة الخسائر المترتبة. فقوتها ليست قتاليتها، وجمهورها، وبريق شعاراتها، وحسن سلوكياتها.. بل سريتها، وسرعة حركتها، والاغتيال والسيارات المفخخة والانتحاريين، وكل ما يثير الرعب الجماعي والذعر من المجهول.. لتنتشر في خيال الجمهور والسلطات اضعاف انتشارها كاعداد وقوى حقيقية.. فتبتز الناس فيستسلمون لها.. وتربك السلطات، فتلجأ للاعتقالات العشوائية والمداهمات والقتل، مما يخدم الارهاب ويوسع قاعدته.. فالرعب من المجهول هو الرعب الاعظم. وهذه قوة الارهاب يمارسها وهو تحت الارض، فان خرج للسطح، فسيخسر مقوماته، ويقوم بعملية انتحار ذاتي ليس الا.

هذه نتيجة الحركات السرية التي تعتمد الاغتيالات وبث الذعر. كـ”الخوارج” الذين وصفهم الامام (ع) بانهم يقولون “كلام حق يراد به باطل”، فقدم دمه الطاهر لمقاتلتهم.. و”الحشاشين” (لتناولهم الحشيشة فيتجرأون بها، ومنها اشتقت Assassin).. وبلوغهم اوج قوتهم بسريتهم واغتيالاتهم، ورغم انها بحدود 50 اغتيالاً، ومنهم الوزير “نظام الملك”، لكن ما اثارته من ذعر وتداعيات هدت اركان الامبراطورية انذاك.. وحركة “نارودنايا فوليا، قوة الشعب” الروسية واغتيالاتها وصولاً لمحاولة اغتيال القيصر، على يد “الكسندر اوليانوف” شقيق “لينين”.. ومئات الحركات، التي تنشر القتل والذعر، وتنتظر ردود الافعال المتعسفة لتعبىء الجمهور لمصلحتها.

بتوسعها الكبير واعلانها الخلافة، استنفرت “داعش” من القوى والعوامل ضدها اكثر مما كسبت.. وسيكتشف المتحالفون معها بطلان مواقفهم.. وسيجدون انفسهم في موقف تصادمي.. فـ”داعش” ليست مشروعاً سياسياً يقبل الشراكة.. ومطية يركبها لمآربه ثم يتخلى عنها.. وعكسه صحيح.

استغلت “داعش” التجاوزات والاعتقالات والقتل والفساد وضعف البنى ونقص الخدمات، والتذمر الجماهيري والشحن الطائفي والخلافات السياسية، فعشعشت وسط بيئة سياسية ومدينية وعشائرية شجعتها في عملياتها.. لكن فتوى الامام السيستاني واستنهاض قوى الشعب والقوى الامنية.. والدعوات التي نرجو ان تكون جادة لحكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية.. والتخلي عن السياسات الخاطئة والطائفية.. ستكون قاسية على “داعش”، ناهيك عن تحرك العوامل الاقليمية والدولية ضدها.

سيجد “الداعشيون” ان اقسى واهم معاركهم ستكون مع ابناء مذهبهم وسكان مناطقهم.. وستنطلق القوى المناهضة لهم من بينهم، وحولهم، ومن خصومهم واعدائهم. فـ”داعش” بعدوانيتها وتطرفها توحد خصومها، وتعبىء القوى ضدها.. وتكشف السياسات الخاطئة وتدفع الامور للسياسات الصائبة.”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
28°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية