Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

طريقة احتساب سعر النفط العراقي

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:03 - 10/03/2016 - عدد القراء : 3059

تجري كثير من النقاشات، والاجتهادات في وسائل الاعلام حول الاسعار التي يبيع بها العراق نفطه.. فبعضهم يقول ان العراق يمنح خصومات معينة، او انه يبيع باقل من اسعار السوق، ويطرحون ارقاماً لا علاقة لها بالواقع، بل هي اجتهادات غير دقيقة، خاصة بهم.
يبيع العراق نفطه اسوة بالدول المنتجة والمصدرة للنفط الخام في المنطقة بحسب قواعد معروفة ومتبعة منذ عشرات السنين.. فهناك عموماً عدة اليات للبيع، لكن اهمها واكثرها استخداماً هما اليتان للبيع.. الاولى ما يسمى بالبيع المباشرSpot market والثاني البيع بالعقودTerm contract .. والعراق يبيع بحسب القاعدة الثانية، والسبب واضح وهو التعامل مع زبائن جديين وثابتين.
يتكون زبائن العراق من كبريات الشركات العالمية الرصينة التي تتعامل في اسواق النفط، ولا يقبل عموماً التعاقد مع شركات لا تمتلك او ترتبط بمصافي معروفة.. وذلك كله لحماية اسواق العراق والابتعاد عن المضاربة اليومية. فيعتمد قائمة من المشترين من الذين يمتلكون مصافي في العالم، وتكون العقود عموماً لامد معين حيث يحجز المتعاقدون حصصهم لمدة سنة، او حتى لمدة 10 سنوات.. وتحدد الاسعار وفق اسعار السوق المتوجهة له الشحنة في يوم التحميل مصححة بتسعيرة شركة “التسويق العراقية” OSP.
الشبهة التي يقع بها البعض فيما يخص الاسعار، ويتكلم عن ان العراق يبيع باقل من الاسعار العالمية، او يمنح خصومات، هي انه يستمع للاخبار ويعتبر السعر المعلن في النشرات هو السعر الذي يجب ان يتقاضاه البلد المصدر.. وفي ذلك اخطاء عديدة اهمها.. ان اسعار النشرات هي اسعار اشارة او اسعار اساس وليست اسعار بيع نهائية.. ثم لكل منطقة سعرها الخاص.. والعراق يعتمد ثلاثة اسواق وهي الشرق واوروبا والامريكيتين، كما ان اسعار النفوط تختلف من نوعية الى اخرى بحسب درجات الكثافة API والحموضية وعوامل تنافسية، وتحمل بعض اجور النقل، وغيرها من عوامل، يتكون منها الفارق السعري عن نفط الاشارة للسوق المعني.
تعتمد التسعيرة العراقية على معدل الاسعار العالمية للنفوط الاساس او نفوط الاشارة Benchmark price وهي “Brent Dated” للسوق الاوروبية،او “ASCI” لسوق الامريكيتين، او معدل “OMAN+DUBAI-2” لسعر الشرق.. وهذه النفوط، ترتبط بها نفوط المنطقة او السوق التي يشابه البعض منها النفط الخام العراقي، وبالتالي تعتمد في تحديد سعر النفط العراقي، ارتفاعاً او هبوطاً، بحسب نوعية النفط العراقي وشروطه الاخرى.
ففي الايام العشرة الاولى من كل شهر تجتمع “لجنة التسعيرة” برئاسة وزير النفط في شركة التسويق التابعة للوزارة، وتدرس معطيات السوق العالمية وكافة المؤشرات والعوامل الانية والمستقبلية وفق برنامج عالمي تعمل به كل الشركات الكبيرة لدراسة الفرق النوعي بين نفط الاشارة والنفط المشابه في السوق المعني، فضلاً عن الجوانب التنافسية الاخرى. وتصل اللجنة الى القرار النهائي  للسعر الرسمي المعلن (OSP) للشهر المقبل للاسواق الثلاثة، ولنوعي النفط البصرة “ثقيل” و”خفيف”، وللمنافذ المختلفة،ونفط خام كركوك عبر “جيهان” والذي تبلغ به الشركات ويكون الاساس للتحاسب للشهر المعني وللسوق المعني.. فلا يوجد عقد مع كل شحنة.. بل يحدد السعر بحسب يوم التحميل كمعدل شهري أو معدل خمس نشرات اسعار واجور النقل للاسواق الاوروبية والامريكية والفارق النوعي للمواصفات الفنية،ولم يحصل لحد الان، بحسب البيانات، اختلاف في يوم ما في تسعيرة النفط بقدر تعلق الامر بهذه المسألة.
وعلى سبيل المثال، ولاعطاءفكرة واقعية، فان العراق قد باع في شباط المنصرم نفطه في كافة الاسواق، وبمختلف نوعياته، ومن كافة منافذه، بمعدل 23.729 دولار/برميل، بينما كان معدل سعر الاسواق الثلاثة (اسيا، اوربا، امريكا)، هو 29.898 دولار/برميل، اي بفارق 6 دولار/ برميل تقريباً، وهو قريب جداً زيادة او نقصاناً، لمعدلات دول الخليج وايران، وهذه الالية هي المعمول بها من قبل جميع الدول المصدرة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
24°
28°
Mon
29°
Tue
الافتتاحية