Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

عاشوراء.. ملحمة التاريخ والشعوب

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:44 - 28/10/2015 - عدد القراء : 2339

ما ان يحل محرم الحرام حتى يحيي محبو بيت النبوة عليهم السلام مراسم عاشوراء.. فتقام المواكب.. وترفع الرايات وتنظم مجالس العزاء.. ويزور ملايين المؤمنين رجالاً ونساءً، شباناً وشيوخاً المراقد الطاهرة، خصوصاً مرقد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة.. وتلقى المحاضرات والمواعظ ويتم التذكير بمشاهد الطف،فيلطم الناس الصدور.. ويذهب بعضهم ابعد.. ويوزع الطعام على الفقراء والزائرين،مستذكرين الحسين عليه السلام وهو يقف تجسيداً وامتداداً لخط النبوة، مدافعاً عن الحق، متحرراً من اسر الدنيا، متحدياً جيش يزيد وكل ما يمثله من انحراف وظلم وعدوان.. مضحياً بنفسه واولاده واصحابه، معرضاً حرمه واهل بيته لكل المخاطر، في ملحمة هي من اروع واعظم ملاحم التاريخ والشعوب واكثرها قداسة وعبرة. فلا شيء في عاشوراء فيه عدوان على احد.. وكل ما في عاشوراء مسالم، وفيه روح التضحية والايثار وتذكير النفس قبل الغير بواجباتها ومسؤولياتها، والتمسك بالقيم النبيلة والوجدانية والسماوية، فلماذا يستفز عاشوراء البعض.. ولا يفهمه اخرون.. ويراه كثيرون مناسبة وتنتهي.
نعم، قد ينتهي عاشوراء كموسم.. لكن من يفهم عاشوراء كمبدأ ونهج فانه سيراه في كل ارض وزمان. لذلك قيل كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.. ففي عاشوراء اسرار وقيم كثيرة تصح في كل تفاصيل الحياة.. ويمكن ان يتآسى بها كل انسان مسلماً كان او غير مسلم.. شيعياً او غير شيعي.. يعيش قرب كربلاء او بعيداً عنها.
وقد لا يفهم البعض عاشوراء.. ويخلط بين الحدث ومعانيه من جهة، وبين التعابير التي تطورت عبر التاريخ وممارسات الشعوب لاحياء الذكرى من جهة اخرى. فيطعن بعضهم في بعض الروايات ويراها مغالية في تفاصيلها.. ويشكك اخرون ببعض الممارسات ويراها مفرطة في تعابيرها. وهذا امر طبيعي. فالحدث العظيم له انعكاسات عظيمة قد تتجاوز احياناً المعقول. فاذا كان الحدث سبباً للانعكاسات، فان الانعكاسات، بما في ذلك اللامعقولة، يجب ان تكون دليلاً لعظمة الحدث ولوقعه في النفوس. فالمبالغات وعدم الدقة، ان حصلت، لا تمس بجوهر الحدث وسلامته ودقة معانيه، بل هكذا هو الانسان والشعوب والامم وتعاملها مع ملاحمها واحداثها الكبرى. فالمسرح والسينما وصالات الاوبرا والموسيقا والاعمال الادبية والكرنفالات وكثير من المراسم والاعياد لدى الاخرين، تعكس لنا هذه الحقيقة، وتتعايش معها عقولنا، بكل ما فيها من تأثيرات مضخمة صوتياً وضوئياً وصورياً وملحمياً.
اما من يستفزه عاشوراء، فقد يكون كارهاً للاسلام ومعاد له.. يتسقط اية صورة او تعبير للطعن به والاساءة اليه، او ان يكون كارهاً لبيت النبوة عليهم السلام، سائراً على درب اعدائهم، مصدقاً لاكاذيبهم، متخلقاً باخلاقهم.. والا كيف يلتقي خط يزيد في قطع الرؤوس وسبي النساء وقتل الاطفال، مع خط “داعش” والتكفيريين في تفجير المؤمنين وسبيهم وقطع رؤوسهم وحرق بيوتهم وانتهاك حرماتهم.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
33°
35°
Sat
34°
Sun
الافتتاحية