تحقق قواتنا المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائري نجاحات واضحة وصريحة.. ويحقق الاعلام والتعبئة اداءات افضل من السابق. فالمغالات في اعلان نصر مبكر، والمبالغة بضعف وانهيار العدو، لها ميزان دقيق، يشبه ميزان الطبيب عندما يعطي لمريضه الجرعة المناسبة من الدواء. فالحرب تكسب وتهزم في العقول والقلوب، كما تكسب في الميادين ووسط النيران.
حققت “الحملة” منجزات كبرى. فتم تحرير الاف المواطنين ومساحات شاسعة، ودمرت للعدو امكانيات وقدرات كبيرة، وهناك اليوم طوق، او شبه طوق، يشدد الخناق على “داعش”. وبالفعل ارتبكت حركة العدو، وهناك كلام يدور عن تزعزع وضع “البغدادي”، واعدام المتخاذلين. لكن “داعش” تسعى لاعادة تنظيم اوضاعها، وفتح جبهات بعيدة لبعثرة الهجوم. فعدا العمليات الانتحارية، ما زالت “الحويجة” تهدد مؤخرة واجنحة القوات.. وتسعى “داعش” فتح معارك في راوه وعانة وحديثة والقائم ومناطق اخرى، وباختطاف موظفين ومخبرين وغيرهم. فالمعركة لم تنتهِ، ويجب التهيؤ لمعارك الجانب الايمن للموصل التي قد تكون قاسية.. خصوصاً وان العدو سيستثمر فترة الشتاء وسقوط الامطار وتوحل الطرقات، وهذا وضع يناسبه ويقلل مخاطر الطيران وتقدم الاليات نحو انفاقه واماكن تحصيناته. ولاشك ان القائد العام وقيادات القوات والحشد والبيشمركة يضعون كل ذلك في حساباتهم. فالحرب يجب ان لا تترك لمن هب ودب، لتتحول الى سجالات بين سياسيين ومراسلين وفضائيات. فالتصريحات والترويجات الخاطئة قذائف ضدنا.. ففي هذه المعارك لن يستمع كثيرون “للناطق الرسمي”، بل سيعتمدون على الانطباعات والقناعات الرائجة. فالسياسة والاقتصاد والحرب والتعبئة كلها عوامل متلازمة. والمؤسف ان البعض لا يفهم هذا التلازم.. فنراهم يتعاملون مع وثيقة التسوية.. او يناقشون شؤون الاقتصاد والموازنة وكأنها ليست جزءاً من الحرب.. او لا يربطون التطورات الايجابية والسلبية في سوريا بالحرب لدينا، او يتعاملون مع الدول الاقليمية والعالمية وكأن لا علاقة بالتطورات لدينا. فهذه فترة حرجة، والنصر ممكن تماماً ولكن بشرطه وشروطه، ويجب ان يرتفع الجميع الى مستوياته. فالاستهانة بـ”داعش” لا تقل خطراً عن الخوف منها. ومن المفيد عرض عدة سيناريوات لمراجعة تقديراتنا:
عادل عبد المهدي