Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

قانون الانتخابات.. المشكلة ليست نسبة “سانت لوكو”، بل اعلى الاصوات

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 3:56 - 07/08/2017 - عدد القراء : 651

لاشك ان الحياة السياسية تديرها قوى كبيرة، يضر تشظيها بالعمل السياسي والية القرارات وتطبيقها.. وان الدول تضع سقفاً تحرم من لا يتجاوزه من التمثيل.. وان دولاً كثيرة تسلم زمام قيادتها خلال “العهد” لحزب او تحالف احزاب. فهدف الانتخابات: أ) تشكيل حكومة موحدة تستطيع ادارة البلاد (المحافظات) وفق مناهج محددة.. وب) تمثيل ارادة الشعب وقناعة االناخبين بعدالة النظام الانتخابي. ومما يؤسف له ان معظم القوى الكبيرة –عندنا- ترى الهدف الاول، وتتناسى الثاني، متشبهة خطأ بالدول الاخرى، حيث توضع السقوف وتحكم الاحزاب. فالدول التي تتم المقارنة معها تمثلها احزاب وتيارات عريقة، تطبق الديمقراطية داخل اطاراتها قبل ان تطبقها في الاطارات الوطنية. وتطبقها باجراءات حقيقية تضمن تواصلاً جدياً مع الجمهور، محدثة تغييرات اساسية ومتكررة في قياداتها وممثليها، وليس باجراءات شكلية تقود الى نتائج محسومة ومعروفة مسبقاً.. وذلك عموماً بعيداً عن عناوين الهوية القومية، المذهبية، الدينية، الايديولوجية او غيرها.. على الاقل بالنسبة للاحزاب الكبيرة الطامحة لمسك قيادة البلاد. فاذا تركنا الاحزاب الصغيرة صاحبة الهويات والشعارات المحدودة، والتي هدفها الضغط والحصول على منابر للدفاع عن شعاراتها، فان الديمقراطية والمؤسساتية والعلاقة بالجمهور بالنسبة للاحزاب الكبيرة لا تبدأ بالانتخابات العامة ذاتها، بل تبدأ بديمقراطيتها الداخلية وانفتاحها على اوسع الجماهير في مناهجها وقياداتها وممثليها.. فالباب مفتوح للجميع للمشاركة.. لذلك تكون الاحزاب نفسها طريق صعود الكفاءات والطاقات والقيادات والاسماء الجديدة، المدربة والتي سلكت طريقاً صعباً قبل الوصول الى ثقة اجتماعات ومؤتمرات الاحزاب والتيارات في قوائمها المحلية والوطنية. فان فقدت الاحزاب عناصر التجديد فيها، فانها غالباً ما تنقسم على نفسها، لتجدد مبانيها، او تظهر حالات من خارجها تحمل مهمة ادامة ديناميكية تمثيل الشعب والتجسير بينه وبين الحزب. والواضح ان احزابنا وتياراتنا لم تبلغ هذه المستويات، لذلك لا تصح المقارنات التبسيطية. فالحواجز عندنا بين الحزب والجماهير -بمختلف عناوينها- ما زالت كثيرة واساسية. وما لم تبنَ الجسور فان النظام الانتخابي سيبقى ناقصاً، لانه سيفسح فقط لاحزاب مؤدلجة، ولممثلين وزعامات محددة بالسيطرة على المسرح السياسي.. وهذا ما يفتح امام البلاد طريقين: أ) الحزب الواحد والاقلية الحاكمة.. ب) مجموعة احزاب تتحاصص السلطة، وتستولي على المواقع لكنها تبقى عاجزة عن التقدم، بسبب التعطيلات المتضادة او الصفقات المتبادلة، التي تقود بدورها الى الابتعاد عن الجمهور والانفصال عنه.

وما لم نصل لحالة من نضج القوى السياسية وتطور مبانيها وديمقراطياتها الداخلية، والتي نقف جميعاً كمسؤولين عنها، فمن العبث انتظار تحقق ديمقراطية وطنية مقبولة، ناجحة، مستدامة ومتصاعدة.. لهذا نشهد تعثر الاعمال، والفوضى، وهشاشة البناءات. وهذا ما يجب ان يعالجه قانون الانتخابات لا ان يعمقه. والهدف من كلامنا، ليس تقليل شأن الاحزاب بل فتح الباب امام قوى المجتمع الاخرى المؤهلة والكفوءة لدخول المعترك. وعليه فالمشكلة الاساس ليست نسبة سانت لوكو (1.4 او 1.7 او 1.9)، فهذه يمكن تجاوزها ان اقر النظام امكانية فوز نسبة معينة ممن يحصل على اعلى الاصوات. عندها ستقل الطعون باحتكارية النظام الانتخابي وبانه لا يفتح المجال للاكفاء الذين يتمتعون بشعبية يجب ان تجد تمثيليتها، خصوصاً ان الاحزاب الكبيرة ستستمر، على الاغلب، بتحقيق الاغلبية، لحصولها على معظم مقاعد سانت لوكو، وبعدد كبير من اعلى الاصوات. وان الانتقادات الموجهة للقوائم الصغيرة باللعب على الحبال وارباك المشهد، خصوصاً في مجالس المحافظات، لا تتحملها هذه القوائم، بل سببها نزعة الاسئثار والاستفراد للقوى الكبيرة، وقصورها عن وضع برامج عملية تقودها للنجاح، مما يسمح للقوى الصغيرة ان تكون بيضة القبان.. والمطلوب علاجات جدية للامراض ومواطن الخلل، لا دهونات سطحية للاعراض.

في 31/7/2012 وفي افتتاحية “ضياع الاصوات الانتخابية؟”، اقترحت نسبة حسب نظام القوائم، واخرى يكون “الفائز من يحصل على اعلى الاصوات بغض النظر عن قائمته”. وهو ان تحقق سيمثل خطوة بالاتجاه الصحيح.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
23°
28°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية