Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

قمة الرياض.. الصراع والوحدة

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:22 - 24/05/2017 - عدد القراء : 2325

واجهت المنطقة مراراً منعطفات حادة وضعتها امام معادلات تبدو للوهلة الاولى حاسمة، واذا بها تفرز مضاعفات مضادة. حروب اسرائيل 1967 واكتوبر 1973.. زيارة السادات للقدس وكامب ديفيد (1977-1978).. “الثورة الاسلامية” (شباط/1969)..  الاحتلال السوفياتي لافغانستان (ديسمبر/1969) والجهاديين و”القاعدة”.. اغتيال السادات (1981).. الحرب العراقية-الايرانية (1980).. الاجتياح الاسرائيلي للبنان (1982) وبروز حزب الله.. الانتفاضات الفلسطينية الاولى والثانية والثالثة (1987-2000-2015).. الاجتياح العراقي للكويت (1990) وحرب تحريرها (1991).. اتفاقات اوسلو (1993).. العراق تحت العقوبات والحصار وخطوط منع الطيران شمال خط 36 عرضاَ وجنوب خط 32.. 11 سبتمر 2001.. اجتياح العراق (2003) وفرض الاحتلال.. تصاعد عمليات القاعدة.. الربيع العربي (2011) وسقوط انظمة وازدياد الصراع في عدد اخر.. الاطاحة بمبارك (2011)، وبمرسي (2013).. “درع الخليج” في البحرين (2011).. سقوط صالح (2011) وتحوله من العدو الاول للحوثيين الى حليفهم الرئيس.. الحرب في سوريا والعراق واعلان “الدولة الاسلامية”(2013).. “عاصفة الحزم” في اليمن (2015).. الملف النووي الايراني (2016).. التغيرات السريعة المتصارعة/المتوافقة بين تركيا وروسيا وايران واوروبا وامريكا وغيرها.. مما يشير للانقسامات والمحاور، وسرعة اعادة الاصطفافات. فيصعب الوصول لاحكام سريعة بناء على معطيات اللحظة. فالشرق الاوسط وخصوصاً المنطقة العربية فقد منطقه الداخلي وتوازناته فيما بينه ومع خارجه منذ بداية القرن العشرين، وتجزأته وهيمنة دول المتروبول عليه، وقيام دولة “اسرائيل”.. ولم تبنَ توازنات داخلية وخارجية جديدة حقيقية، تسمح بفهم قوانين الوحدة والصراع وفق معطيات مستقرة نسبياً. فمرة كان الصراع ضد الشيوعية هو المحور الاساس.. ومرة مع التيارات القومية كالناصرية والبعث.. ومرة مع “اسرائيل”.. واخرى صراعات التحرر الوطني او الصراعات الطائفية او الاثنية ومشاكل الحدود والهويات المختلفة.. ومرة مع “الاسلاميين”.. لتكشف اختلاط الصراعات الجادة والعميقة بالصراعات الشكلية والتكتيكية.. فعدو اليوم صديق الغد، والعكس صحيح.

زار ترامب “اسرائيل” ووقف كاول رئيس امريكي في منصبه امام حائط المبكى. ستكون “اسرائيل” ولاشك المستفيد الاول، رغم انها لم تخفِ قلقها من حجم عقود التسليح للسعودية، فيضع بيد دولة قد تتغير توجهاتها اسلحة، قد تستخدم يوماً ضد اسرائيل، وتجربة شاه ايران ما زالت ماثلة للعيان. يقول “ترامب” في لقائه بالرئيس الاسرائيلي ان الموقف من ايران وحد ايجابياً موقف الكثير من الدول العربية من اسرائيل. فهل يمكن البناء على هذه القاعدة، ام ان هشاشة البناء والتعقيدات والاصطفافات المضادة سرعان ما ستستولي على المشهد لتعيد صياغته. فاذا كانت بعض الاطراف ستتقوى بالاسناد الامريكي-الاسرائيلي وجعل العداء لايران اولوية تتقدم كل شيء، بما في ذلك محاربة “داعش”، فان اطرافاً اخرى ستتقوى على العكس بالمشاعر والمصالح والاصطفافات المضادة.. مع ازدياد الضغوطات على ترامب في بيته الداخلي، واحتمال انقلابات سياسية مفاجئة مختلفة تماماً، خصوصاً وان استمرار العمليات الارهابية حتى في البلدان الغربية، مع تبني مناهج بعثرة الاتجاهات وحرف الاولويات، ووصم الخصوم بالارهابيين، سيكون لمصلحة الارهاب الحقيقي.. وعملية “مانشستير” الاخيرة تؤكد ذلك. فبغض النظر عما نحب ونكره، وخلفياتنا ومنافعنا التكتيكية لكننا لن ننجح في المعركة ضد الارهاب و”داعش” دون مشاركة ايران والشيعة، ولن ننجح ايضاً دون مشاركة السنة وتركيا والدول الخليجية والعربية، مع الحاجة لتطمين كل طرف وتخفيف شكوكه.

لا المال، ولا القوة والحروب، ولا المحاور نفعت في الماضي، ولن تنفع اليوم. فالمنطقة بحاجة للتهدئة واقتراح التسويات وضمان مصالح مختلف الاطراف. وهي لن تحل صعوباتها بالتصعيد وحرف الاولويات. لا السعودية، ولا ايران، ولا تركيا، ولا اية دولة اخرى تستطيع ذلك.. ولن تستطيع ذلك امريكا وروسيا واوروبا.. من يستطيع ذلك هو دول المنطقة مجتمعة، او على الاقل قواها المؤثرة. والا ستستمر التوترات والحروب المحلية والتقلبات المستمرة في تشخيص الاعداء والاصدقاء. فلابد ان يقتنع الجميع ان جاره مهما بدا خصماً له، ومهما كان نظامه، سيبقى شاء ام ابى شريكاً، عليه العيش معه. لتجد دول وشعوب المنطقة مرتكزات وقواعد الاختلاف في اطار الوحدة. ودول الخليج هي الاكثر مصلحة في بناء بيئة توحيدية تجمع الجميع، لانها الاكثر انكشافاً، وتجارب الماضي والحاضر ادلة واضحة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
19°
28°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية