Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

قمة الرياض.. معطيات اقليمية ودولية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:04 - 23/05/2017 - عدد القراء : 1879

كتب الاخ لقمان الفيلي سفير العراق السابق في واشنطن معطيات عن التطورات الجارية، رأيت من المفيد نشرها بنصها لجديتها، وهو ما سيرد بين هلالين، وذلك بغض النظر عن وجهة نظرنا الخاصة:

[“ترمب منطلقاته اقتصادية وانية اولاً.. امريكا لا ترى نفسها كمؤسسة خيرية والقيم عندها شيء جميل ولكن ليس بمحورية.. امريكا لا تريد ان تتلطخ دماء جيشها في منطقة معقدة كالشرق الاوسط.. اوروبا مشغولة باستقرار وضعها وستبقى تدور حول نفسها لغاية إخماد اصوات مدافع الشعبويين فيها.. روسيا تريد اعادة أمجادها وسط عالم معقد وتكتشف ان هشاشة الوضع في المنطقة يجعلها صعبة التعويل عليها.. تركيا تمر باخر مراحل مخاضاتها الصعبة وتفقد الاصدقاء بسرعة مخيفة.. السعودية ودول الخليج وجدت في ترمب شريكاً قابلاً للشراء والتعاطي الايجابي بعد جفاف عهد اوباما مع عدم نسيان انه رجل اعمال يمكن التعامل معه بلغة الارقام.. الحراك الداخلي في واشنطن سيأخذ الكثير من جهد امريكا، والتعويل الخليجي على ترامب مقامرة ومغامرة، وخصوصاً ان اعداء ترامب السياسيين في العاصمة يزدادون مع الزمن.. ترمب وجد في السعودية زبون، حاجاته كبيرة ومستلزمات تلبيتها سهلة.. ايران ستبقى العدو الاستراتجي لدول الخليج، واحتوائها اولوية لهم.. امريكا تحتاج ايران لغاية في نفس يعقوب.. ايران لا تمانع من زيادة الصيحات ضدها وقوتها في وحدتها الداخلية ولديها سياسة صبورة وذكية ولها ادوات لتنفيذ سياستها الخارجية.. عداد النفط مستمر بالتدفق.. المنطقة ينقصها من يقودها بعد نزيف الربيع العربي وتعب مصر والعراق وسوريا، والسعودية تعمل على قيادتها غير مدركة حجم المقامرة ولعل مغامرة اليمن خير مثال.. دول الخليج والاردن ستمنح السعودية صكوك الولاء خوفاً من ايران او طمعاً في الكرم السعودي.. الامارات هي من تسعى لهندسة المنطقة وتلعب مع قطر ادواراً اكبر من حجمها ولها طموحات قد لا تتناسب مع ثقلها الاقليمي.. الاردن عاد بقوة الى الساحة السياسية المضطربة في المنطقة كعنصر مهم في التحرك وخصوصاً في الملف السوري.. المنطقة ستستمر بمرحلة زيادة التسليح لكل الاطراف وعلى حساب التنمية.. الارهاب بواجهاته المتعددة وفي مقدمتها (السلفية الجهادية) يمثل تهديداً شرساً ومخيفاً لاغلب الدول وبالخصوص دول الخليج.. الطائفية عربة مفيدة للتنقل في المنطقة، وفي الوقت ذاته البعض يستخدمها كشماعة يُعلق عليها جميع مشكلات المنطقة تهرباً من المسؤولية.. الاسلام السياسي في حالة دفاع.. الشارع إسلامي الهوى.. السلفية الجهادية خطفت العالم السلفي، والوهابية (السلفية) خطفت العالم السني.. داعش كافراز لامراض المنطقة قابل للعودة تحت مسميات اخرى، فدول المنطقة لم تأخذ بعد العلاجات الوقائية المضادة.. اليمن اولاً ومن ثم البحرين هي من اوائل الشعوب التي ستدفع الثمن الغالي لتوترات المنطقة وخصوصاً في ساحات لتصفية الحسابات والمواجهة السعودية- الايرانية، وندعو من الله ان يبعد العراق عنها.. اسرائيل منشار يأكل صعوداً ونزولاً وهي الرابح الوحيد من كل مشكلات واضطرابات المنطقة وتصفية الحسابات بين دولها.. سوريا كتجربة انهكت كل لاعبيها الذين لا يرون بعد نوراً في اخر نفقها الطويل.. مصر لا تزال تتعامل مع الاخرين على انها ام الدنيا غير مدركة ان تداعيات العولمة جعلت في كثير من الحالات عالم الافتراض اهم من عالم الواقع.. فلسطين كقضية قديمة جديدة وحزينة سيسعون الى اغلاقها قريباً، هل من ناصر لهم؟.. تزداد صيحات المحورين المتناقضين (والذين يسمون انفسهم بالمقاومة والاعتدال) بالسير قدماً نحو صراع دموي او افتراضي داخل حلبة الشرق الاوسط، ما هو الثمن ومن سيدفعه؟.. هناك نوع اخر من الصراع في المنطقة وهو بين الواقعية/البراغماتية من جهة وبين المثالية/التشدد من جهة اخرى، ناسين ان هذا الصراع قديم.. الشعبوية موجة مخيفة قادمة بعد العولمة.. من الصعوبة على اية دولة قيادة هذه المنطقة المعقدة، ولعل افضل ما تستطيع ان تعمله او اضعاف الاخر لكي لا يقود.. الحكم الرشيد خصلة مفقودة في المنطقة، ما احوجنا لها.. العراق المنهك، يمر بمرحلة اكتشاف الذات، ناسياً او متناسياً انه يعيش انفصام في شخصيته ومعالجاتها تحتاج  الى رعاية جسدية ونفسية.. كل الخيارات العراقية صعبة ولعل “الحذر وحسن ادارة التعقيد” هي اهم خصلتين نحتاجها الان خاصة ان المتغيرات كثيرة وعميقة.. العراق المشغول بمواجهة الارهاب وعدم تماسك ساحته السياسية الداخلية بسبب تضارب المصالح يعتبر ارض خصبة لتصفية الحسابات بين الدول، وعلى النخبة السياسية والحكومة التصارح في هذا الشأن واتخاذ الحيطة والحذر وان لا ينجر الى احد اطراف النزاع لاسباب طائفية او سياسية.. العراق في مفترق طرق في الوقت الحاضر، وعلى الحكومة والقيادات السياسية اتخاذ قرارات مهمة في خضم الاحداث المتسارعة في المنطقة من خلال تحديد موقفها من التحرك الذي تقوده السعودية وتحت مسميات اسلامية/عربية/تعاون امريكي/لمواجهة ايران.. وهناك معطيات مهمة اخرى”]

اعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تغريدة على موقعه الاحد في طريق عودته من قمة الرياض، “لم نكن على علم باعلان الرياض، لا بل كنا على علم ان لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجئنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة”.. فهل يؤكد الوفد العراقي هذه المعلومة.. ام تم التشاور مع الوفد؟

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
34°
Sun
31°
Mon
الافتتاحية