Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

كردستان.. لا تدّعوا الامور تفلت

الافتتاحية - 4:01 - 27/12/2017 - عدد القراء : 460

بسم الله الرحمن الرحيم

كردستان.. لا تدّعوا الامور تفلت

يواجه اقليم كردستان خطران يجب ان يتنادى المخلصون لمعالجتهما ليس فقط لانه سيدمر كردستان، بل سيدمر العراق ايضاً.

  1. تداخلت ازمة الاقليم السياسية بين “البارت” و”كوران”.. والتنافس/القديم الجديد بين “البارت” و”اليكتي”.. وتعدد محاور “اليكتي” ومواقف القوى الاسلامية الكردستانية المعروفة، وموقف الاستاذ برهم صالح والتحالف الجديد الذي يرأسه، وغياب زعامات تاريخية كالمرحومين جلال طالباني ونوشيروان مصطفى، ومرض الاستاذ كوسرت رسول، وانسحاب الاستاذ مسعود برزاني من المسرح العلني على الاقل.. اي تدافعات القوى التي قادت مرحلة الثورة المسلحة وما بعد 2003.. وسلسلة من الفراغات السياسية على صعيد الرئاسة والبرلمان والحكومة، اضافة للملف الامني، والقوى الكردستانية الاقليمية، وعواصم الجوار، والروابط الدولية.. وازمة الاستفتاء وتداعياتها داخل الاقليم وخارجه.. وتعثر الملف المالي والنفطي والمنافذ والعلاقات ببغداد والاوضاع المعاشية. فهذه الاوضاع هي مرحلة بين مرحلتين، وهي البيئة المثالية للاصلاح والتجديد، وللاحتجاج والتظاهر، او احتمالات الفوضى، بل التمرد والثورة. وهنا يجب الحذر، لاننا نقترب من خطوط حمراء، يقود عدم التعامل معها بخبرة ومعرفة وتقدير النتائج، من هذا الطرف او ذاك، الى حرق الجبل والسهل سوية.

ان يغضب الجمهور لتراجع الاوضاع المعاشية وعدم استلام المرتبات لاشهر عديدة حق لا يمكن لانسان ان يقف بوجهه ويرفضه. في مثل هذه الاوضاع تحصل تظاهرات واحتجاجات، وقد ترافقها اعمال شغب واعتداء وتجاوز على الممتلكات العامة، كما في بقية البلدان. لكن هناك سلوكان يقودان لطريق اللاعودة، ويزيدان الطين بلة.. أ) ان يتم تعامل السلطات بقسوة مفرطة، تصل الى حد القتل واعتقال شخصيات معروفة دون تقديم حلول لاوضاع الناس. لذلك ندعو الاخوة اصحاب القرار، اطلاق سراح المعتقلين، كل المعتقلين، وان تتم التحقيقات سواء بالانتهاكات والتجاوزات، او باعمال القتل بالطرق القضائية الاصولية، بعيداً عن الطرق اللاقانونية.. وطرح حلول واقعية وعملية قد لا تحقق النتيجة المرجوة مباشرة لكنها تشعر الجميع باخلاص الكلمات وصدق الشروحات وجدية الحلول.. ب) ان دعوات التمرد والثورة ليست اموراً سهلة بل تتطلب مسؤوليات والتزامات لا تقل عن مسؤوليات والتزامات من يمسك بتلابيب السلطة. فالثورة على من؟ ومن هي قوى الثورة، وماذا تريد تحقيقه؟ وهنا لن يكفي قول هذا ظلم نقف ضده، والشعب يؤيدنا، ونريد اسقاط الفساد والطبقة الحاكمة. فالثورات الناجحة هي قيادات محنكة، لديها برامج واضحة، تعرف تماماً الظروف، والممكنات والمستحيلات، والقوى التي تعتمد عليها والقوى التي تواجهها.. وإلا  سيسفر الامر عن مزيد من الفراغ والضعف والفوضى، وسندرك بعد فوات الاوان، بان استخدام الحق بتعسف، لا يقل ضرراً عن الباطل نفسه. يقول امير المؤمنين عليه السلام: “كلمة حق يراد بها باطل! نعم انه لا حكم الا لله، لكن هؤلاء يقولون: لا إمرة، فإنه لابد للناس من أمير بر او فاجر، يعمل في امرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويُجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السُبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يَسترِيح برّ، ويُستراح من فاجر”

  1. هناك من يتشفى بما يحصل في كردستان، بل هناك من يرى ان في ذلك فرصة لاضعاف الكرد وبعثرتهم، او يرى ان هذه فرصة لتبرير عدم اجراء الانتخابات الوطنية، وادخال البلاد في ازمة تُذهب ادراج الريح كل منجزات الانتصار على “داعش”. وعليه فان تأجيل وتسويف وضع الحلول المطَمِئنة خطأ كبير، وسيرتد على الجميع. فبغداد كحكومة وما تمثله كدولة لكل العراق ولجميع شعبه، يجب ان يكون لها دور فعال وايجابي ودستوري تجاه اوضاع كردستان.. سواء مع اربيل او السليمانية او كركوك، الخ. فالاولوية، كما في المحافظات الاخرى، يجب ان تكون للتخفيف من معاناة الناس، وتقديم الحلول الجزئية والكلية، العاجلة والدائمة في شتى المواضيع السياسية والامنية والنفطية والخدمية وبالطبع المعاشية. فالتأخير وعدم التصدي سيقود لانهيارات وتآكلات خطيرة، لا تنفع معها التبريرات والقاء اللوم على الاخرين.

عادل عبد المهدي

 

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
21°
34°
Fri
34°
Sat
الافتتاحية