Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

مبادرات المحافظات لاستثمار مواردها، خطوات في الاتجاه الصحيح

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:56 - 24/08/2016 - عدد القراء : 1966

بدأت المحافظات، بالمبادرة واتباع نهج جريء لبناء اقتصاديات محلية تساعد المحافظة، وتساعد البلاد. فلقد سبق لمحافظات الاقليم ان شهدت نهضة واسعة معتمدة على نفسها.. ومع بدء انتاج النفط وتصديره، ومع الازمة المالية وامور اخرى، شهدت كردستان ازمة خانقة ارتدت حتى على المشاريع السابقة للنفط.. فالاعتماد الكلي على موارد النفط ، دون الاهتمام ببقية القطاعات هو طريق قاتل لا محالة. وهذه امثلة، لمبادرات نرجو ان تتنامى لانها احدى الوسائل الناجعة لتفكيك الازمة.

نشطت النجف وكربلاء في السياحة الدينية وما يستلزم ذلك من فنادق ومطاعم، الخ.. بل شهدنا مبادرات لانشطة اقتصادية مختلفة، وقد ساهمت العتبات المقدسة بسلسلة من النشاطات المهمة، كمصنع السكر والمستشىفى التخصصي ومزارع “فدك”، الخ.

واعلنت ديالى رغم كل الصعوبات الامنية، ان المحافظة لديها 23 مشروعاً كبيراً لتنمية الثروة الحيوانية، وان محطة جيزاني للابقار لديها (800) بقرة حلوب نوع هولندي، وان محطة تسمين العجول في الحميدية لديها (10 الاف) عجلاً، بعد ان بدأ المشروع بـ(430) عجلاً، وان الثروة الحيوانية لديها يمكن ان تغذي جميع المحافظات العراقية.

وفي الكوت، وعدا الجهود المبذولة لافتتاح مطار للمحافظة، وسلسلة من المشاريع الاستثمارية في المجال النفطي والغازي، اعلنت المحافظة ان انتاجها السمكي باسلوب “الاقفاص” النهرية يكفي العراق كله. وللتاريخ نبين اننا كنا –حسب علمنا- اول من بدأ بالتجربة.. وقد زار مختصو وزارة الموارد المائية الذين كانوا يشتكون هدر المياه بسبب “الاحواض” السمكية، نموذجاً قمنا به على نهر الغراف، يتكون من “قفص عائم” كبير (9طول×3عرض×2إرتفاع) متراً، (بثلاث اجزاء 3×3×2) يضم (6000) سمكة (تعادل 6 دونم في الاحواض)، فقررت “وزارة الموارد المائية” و”وزارة الزراعة” في عهد الوزيرين لطيف رشيد واكرم الحكيم، بكتب رسمية تعميم التجربة.. و”الاقفاص” لا تهدر المياه والاراضي، كما في “الاحواض”، وتحسن نوعية الاسماك وتكاثرها، وتسد الحاجة المحلية، وتجعلنا بلداً مصدراً للاسماك وصناعته. وكالعادة عند اية فكرة جديدة، اقسم “خبراء” بالثروة الحيوانية، بفشل التجربة في بدايتها، وها نحن نشهد انتشارها بسرعة من الشمال للجنوب.

واعلنت ذي قار المحافظة امنة استثمارياً.. ووقعت القوى السياسية والعشائر على وثيقة ترحب فيه بالاستثمارات الوطنية والاجنبية، وتتعهد بتوفير الحماية لها.. وسيفتتح مطار ذي قار خلال شهر ايلول القادم. وهناك استعدادات لورشة عمل يدعى اليها المستثمرون في حقول شتى.

وفي البصرة قام السيد المحافظ بزيارة لدولة الكويت، وتوصل الى لاتفاقات عديدة للتوأمة ولمشاريع عديدة في شتى المجالات، يمكن ان تساهم بتطوير المحافظة في الاعتماد على مواردها وقدراتها.. اضافة لمفاوضات مستمرة مع الشركات النفطية لتخصيص المزيد من الاموال لغرض استثمارها، بما يساعد المحافظة وسكانها لانطلاق نهضة حقيقية فيها.

وهناك مبادرات في ميسان وبابل وكركوك وبغداد والمثنى والقادسية وغيرها من المحافظات، لا مجال لذكرها.. وهناك ثروات عظيمة لا نوليها الاهتمام الكافي، وهذان مثالان: 1- تستطيع المحافظات المحاذية للصحارى اطلاق مشاريع تربية الجمال.. وهو ما اشار اليه “ماركس” في احدى كتاباته، وكيف يحول الجمل –مع شحة المياه- الشوك العديم الفائدة الى لحم وحليب ووبر وشحم وغيرها، كمثال لتكيف الشعوب مع ظروفها واستثمار ما لديها. 2- تستطيع مناطق الأهوار والبحيرات وضفاف الانهار والجداول، الاستثمار في الجاموس.. وفي 9/11/2013 كتبت افتتاحية عن “الاستثمار في العادات والتقاليد” جاء فيها: ” لو استهلكت نصف العوائل (3 مليون عائلة) قيمر الجاموس بمعدل (30) غراماً للفرد.. سنحتاج (540 الف) كغم/قيمر يومياً، اي لحوالي (750 الف) جاموسة، اي (6-7) اضعاف الموجود حالياً، بما تحركه من عمالة ومنشآت وبيطرة وعلف، وتنتجه من حليب ولبن واجبان ولحوم وجلود واسمدة، الخ.. وهذا سيرفع العوائل المالكة الى (150 الف)، بدل (20 الف) اليوم. علماً اننا نستورد اليوم “القيمر” من الكويت وايران وتركيا وسوريا، بينما العراق هو احد مواطن الجاموس الاساسية”.

الامثلة كثيرة، والعراق بلد غني بثرواته، لكنه فقير بنظامه الذي اعتمد كلياً على النفط، فقتل الابداع والشجاعة والثقة بالنفس والمبادرة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
33°
Thu
36°
Fri
الافتتاحية