Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

معركة الموصل.. الهزائم والانتصارات نتائج للسياسات الفاشلة او الناجحة

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:38 - 13/07/2017 - عدد القراء : 2411

قبل ثلاثة اعوام انقسم العراقيون والاجانب في تفسير عوامل سقوط الموصل بيد “داعش”.. بعضهم عزاها لمؤامرة دولية، ولخيانات محلية.. وبعضهم عزاها لضعف البنية الامنية والتسليحية.. وبعضهم عزاها للانقسامات السياسية وللفساد والمحاصصة.. وبعضهم رأها ثورة من ابناء مذهب او قومية ضد اخرى.. وبعضهم رأها ثورة عراقية ضد النظام القائم.. وبعضهم رأها مقدمة لانهيار الدولة وتقسيم العراق.. ومن ناحيتنا كنا نرى باننا نمتلك عناصر النصر والنجاح المعنوية والمادية او اساسياتها، لكننا كنا نضيعها على انفسنا في نقاشات بيزنطية، وفي مماحكات تمكن “داعش” والارهاب منا جميعاً.. فالأهم يومها ليس ادانة هذا او ذاك بقدر توحيد الصفوف، وتفعيل عناصر النجاح لايقاف الهجوم والبدء بالهجوم المضاد. اعيد نشر افتتاحية 11/6/2014، بعنوان “سقوط الموصل، سقوط سياسات وعقليات”، اي بعد يوم من سقوط الموصل، وقبل ايام من فتوى المرجعية المباركة، اعيد نشرها للفائدة بدون حذف او اضافة:

[“سقطت الموصل بيد داعش والارهاب كاملة.. ومهما تكن العوامل والدوافع والجهات المسؤولة وعوامل التقصير ومن يتحمل المسؤولية، لكن ما هو مطلوب اليوم هو وقوف الجميع جبهة واحدة دون حساسيات وعقد وحسابات سوى الدفاع عن العراق ضد الارهاب، واستعادة الموصل باسرع وقت، ومنع تقدم داعش، وحماية المواطنين بكافة الوسائل.. ومهما تكن الخلافات الفئوية، لكن الواجب يقتضي الوقوف كلمة واحدة لدحر الارهاب.. ومهما كان الخلاف حول دور القوات الامنية ومدى ادائها لمسؤولياتها او تخلفها عنها، لكن النصر لن يتحقق دون تعزيز قدرات القوات المسلحة واعادة النظر بمهنيتها وكفاءتها وقدرتها على محاربة الارهاب وحماية الشعب.. ومهما كانت الخلافات بين القوى السياسية، او بين مراكز الحكم ومؤسساته المختلفة،  فان الاحداث ومستقبل البلاد، لا تتحمل سوى الاجتماع والاتفاق بين كافة المسؤولين والاطراف بدون خطوط حمراء، لدحر الارهاب وداعش.

تفجرت الاحداث في الانبار والفلوجة.. وبعدها في ديالى وسامراء وصلاح الدين.. والان في نينوى، دون ذكر ما يجري في بغداد ومحافظات العراق الاخرى.. فالارهاب يستغل عنادنا، ومغالطاتنا وهشاشة بناءاتنا، رغم التضحيات الهائلة التي يقدمها شعبنا. لا مجال هناك للتبريرات، او للمجاملات، او للالاعيب الكلامية، وتبرأة النفس وتحميل الاخرين المسؤولية. كلنا مسؤولون.. كل وفق صلاحياته وواجبه وأهمية موقعه.. الجميع يمتلك فرصة للتبرير او للتخلي عن الميدان الا الشعب.. والجميع قادر على استثمار الحرب والموت لمصلحته الا الشعب.. فهو من دفع ويدفع التضحيات الكبرى.. وهو ما يستطيع انقاذنا وحسم المعركة لصالحنا. فعندما ترى القوات المسلحة المدربة والكفوءة، شعباً مسلحاً مهيئاً للدفاع عن نفسه فانها ستصمد في مواقعها.. وعندما ترى داعش والارهاب ان ما تواجهه هو الشعب، بكل تلاوينه، فان مجمل حساباتها ستتغير ولن تجرأ على القيام بمغامراتها.

سينتصر الشعب والعراق في النهاية.. ولكن بسياسات وهيكليات تمتلك شروط النجاح.. فداعش تستثمر عوامل ضعفنا وخلافاتنا وضعف مؤسساتنا واستعداداتنا، فتتجرأ وتهاجم وتستبيح وتقتل وتسقط المواقع، لكنها تُسقط معها عقليات وسياسات، كان يجب ان يسقطها الوعي والاحساس بالمسؤولية.. فالشعب بسنته وشيعته ومسلميه ومسيحيه وصابئته وازدييه وبعربه وكرده وتركمانه وشبكه وفيليته اعداء طبيعيون لداعش.. وهم مطالبون اليوم بوقفة واحدة لدحر الارهاب في الموصل، الذي يجب ان لا يتأخر كثيراً، كمقدمة لدحره في العراق كله.”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
21°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية