Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

من الذاكرة.. دخول القوات التركية الى الانبار

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 23:09 - 24/10/2016 - عدد القراء : 1777

في اجتماع “مجلس الحكم” في ١٥/٨/٢٠٠٣ طلب  الجانبان الامريكي والبريطاني ادراج فقرة اخيرة على جدول الاعمال لاطلاعه على قرار اتخذ بدخول فرقة من القوات التركية الى الانبار. وعللوا الموافقة ان هذه قوات اسلامية قد تلتحق بها لاحقاً قوات من الهند وباكستان للمساعدة في السيطرة على المنطقة. واتذكر ان الدكتور محمود عثمان طلب الكلام للاعتراض او الاستفسار، وقالوا انهم لا يطلبون موافقة “المجلس”  بل اطلاعه فقط، وفق التخويل الدولي بموجب قرارات مجلس الامن. وانهم على استعداد للاجابة على بعض التفاصيل ولكن ليس على موضوع الدخول نفسه، وقالوا ان بياناً صحفياً سيصدر بعد الظهر.. وبما ان الوقت تأخر، فيفضلون القيام بمناقشة الفقرة الاخيرة مع لجنة مصغرة.. وبالفعل حصل اجتماع اللجنة بعد انتهاء اجتماع “مجلس الحكم”، الذي كان ينتهي عادة في حدود الساعة الواحدة ظهراً. من الطرف الاجنبي، لا اتذكر حضور السفير بريمر، لكنني شبه متيقن من حضور السفير البريطاني “كرينستوك” وضباط امريكان وبريطانيين. كما لا اتذكر بالضبط ان كان الاخ الدكتور اياد علاوي حاضراً، الذي كان يرأس دورات “مجلس الحكم” في ذلك الشهر، ولعله ذهب لاجتماع منفرد مع “السفير بريمر”. وكان حاضراً في اجتماع اللجنة كما اتذكر، الاخ نوري شاويس والدكتور محمود عثمان والاخ موفق الربيعي والاخ عادل مراد او نوشيروان مصطفى، والداعي. وساترك هذه الامور كلها لبقية الاخوة للتصحيح او الاضافة، ان ارتأوا ذلك.

قال الطرف الاجنبي للاجابة على تساؤلاتنا، ان القوة ستعبر الى الانبار بمحاذاة الجانب الشرقي لنهر الفرات وصولاً الى مناطق استقرارها هناك. كانت ملاحظاتنا بسيطة. وهي اننا نواجه اليوم خطر “القاعدة” و”المتمردين”.. وبهذا العمل سنضطر لمواجهة تعقيدات اكثر خطورة. فالقوات التركية ستكون على بعد مئات الكيلومترات من حدودها، وستضطر للانتشار بشكل واسع وباعداد كبيرة لحماية خطوط امدادها الطويلة وقواعدها.. وان زعيم PKK “السيد عبد الله اوجلان” الذي اعتقل في ١٩٩٩ بعد دعم واقامة طويلة في سوريا له حلفاء شرق وغرب نهر الفرات.. وان قوات “PKK”، قوات نشطة ومدربة، تعمل في العراق ايضاً ليس في الشمال وكردستان، كنينوى ودهوك واربيل والسليمانية فقط، بل لهم تواجد ايضاً في مناطق عديدة، ومنها بغداد نفسها.. وهذه فرصة ذهبية لايقاع الخسائر بالقوات التركية. فبدل ان نقلص مناطق القتال فاننا سنوسعها. وانكم تخطئون بتصوركم ان هذا سيطمئن الحواضن المتعلقة بـ”القاعدة” و”المتمردين”. هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى، ان الموقف السوري من تواجد “القوات الاجنبية” هو موقف غير ودي.. وهناك الكثير من القوى التي تستطيع ان تستغل الوضع للتحرك ضد هذه القوات. ثم ما الذي سيضمن سكوت ايران.. ولماذا لا تستثمره للقضاء على خصومها في العراق، خصوصاً وان معسكر “اشرف” لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن الحدود. فالمشكلة ليست طائفية.. والسنة مستهدفون كما هم الشيعة والاكراد. وستزداد الفوضى وتداخل الجبهات الصديقة والعدوة.. اي انكم تشجعون المزيد من الصراعات والقوى المتقاتلة.. فنخسر المزيد من الجمهور. وتوسعون دائرة المعارك بدل تقليصها. فلا توجد حكمة اطلاقاً من هذه الخطوة.

كان الموقف العراقي موحداً، ونعتقد انه اربك اطروحات الجانب الاخر.. لذلك تأجل اصدار البيان الصحفي لدخول القوات التركية، بعد ان قيل لنا صباحاً ان القرار قد اتخذ ولا داعي لمناقشته.. ليلفه النسيان لاحقاً، ولم يحصل شيئاً من ذلك. (للبحث صلة).

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
29°
33°
Wed
33°
Thu
الافتتاحية