Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

نحو الهوية واستقلال كوردستان في عصر العولمة

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:35 - 17/05/2016 - عدد القراء : 1982

تحت هذا العنوان عقدت جامعة السليمانية (15-16/5/2016)مؤتمراً، وكانت لنا مداخلة، وهذه محاورها الاساسية:
1-    الكورد ليسوا اقلية، بل شعب اصيل وكبير كالعرب والترك والفرس، ولا يدعي شعب اخر يجاورهم او يخالطهم انه سبقهم لارضهم. فهم ليسوا اخواننا الصغار وسكنة الجبال.. وليسوا الاقلية ونحن الاغلبية، وابناء الشمال ونحن ابناء الجنوب والوسط.. فهذه المسميات ستنتصر لفكرة مضللة ظالمة، عندما تستخدم للتعريف والتأسيس، وليس مجازاً. فسكنة الجبال متخلفون وبحاجة للوصاية، والشمال والجنوب جغرافية وتستهدف تغييب الهوية.. والاقلية، عندما تكون خارج السياسة،وتصبح تعريفاً تأسيسياً لعقد اجتماعي،ستربي وكأن الامور حسمت. فالاقلية تخضع للاغلبية.مما سيؤسس –شئنا ام ابينا- لنظام ظالم، يغذي نزعة الاستقلال..فعندما لم تنفذ المعاهدات (سيفر) التي وعدت الكورد باعتراف سياسي، ولم يؤسس لعراق المساواة والشراكة والعدالة، فان قضايا الهوية باتت احدى مشاكلنا الاساسية.
2-    الدولة والعولمة فيها اشكالات في كل منهما، وفيما بينهما:
أ‌-    الدولة القومية مفهوم معاصر نسبياً، يعود لقرون قليلة ماضية، وبدأت بعض التشكيلات الحديثة باحتوائها وتجاوزها.. فالقومية توحد ابناءها، لكنها تستنهض مشاعر القوميات الاخرى. يذكر محمد امين زكي (1880-1948)في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان”.. ان الهوية العثمانية كانت هويتنا الجامعة، لكنه مع طرح القومية التركية والفارسية والعربية، ومع التمييز والظلم،بدأنا بالتحسس بهويتنا الكردية.فالدولة القومية توحد وتجزأ في آن واحد.. وهنا يضع التاريخ والواقع امامنا خيارين:
–    احتواء ايديولوجيا دينية جامعة للهوية القومية كحكم الكنيسة او الخلافة او الدولة العبرية، او ايديولوجيا وضعية موحدة.. ومثالها الاتحاد السوفياتي بجمهورياته المختلفة. علماً ان وحدة الايديولوجيا، لا تعني عدم استبطان سيطرة الهوية الواحدة، وهو ما سيظهر عند اول ضعف او تفكك، والامثلة كثيرة.
–    او دولة تعتمد المواطنة المجردة عن اية هوية، والتي للجميع فيها حقوق كاملة متساوية بما يضمن التوحيد اتحادياً.. والاعتراف مناطقياً بالخصوصيات والاستقلاليات كما في الكونفدراليات والكانتونات والفيدراليات. وهنا ايضاً لا توجد حالة نقية بل حالات اقرب للنجاح او الفشل.
ب‌-    العولمة بتعريفها الاول عابرة للحدود.. وتتطلب نوعاً جديداً للتعايش بين الهويات والثقافات، او لتفككها واحتوائها في مشترك جديد. فيقال هذا عصرالقرية العالمية، والمواطن العالمي، والفضاءات الاقليمية العابرة،واخضاع متزايد للسيادة الوطنية لصالح الاقليمية والاممية.. التي لن توقف نزعات الاستقلال، لكنها تكيفها وتشترط عليها.
3-    اتجاهان اساسيان:
أ‌-    اليأس من دولة الشراكة وتفكيك العلاقات القائمة.. وهنا امام الكرد اشكالات، دون اعفاء انفسنا منها، وكمثال:
–    اشكالات العلاقة بالشركاء داخل الاقليم. فنحن نتفهم الضغوطات الامنية والحساسيات التاريخية، ونرى المنجزات ومحاولة الادارات الكردية حل الكثير من الصعوبات.. لكن هناك تجاوزات لا يمكن استمرارها وتبريرها.. وهذا تحدي امام الكرد وغيرهم. وكمثال، يقول غير الكردي في الاقليم،ان الكردي في بغداد لا يجد من العراقيل، في اقامته وحياته وتسجيله العقاري واحواله المدنية، الخ، ما يجده هو في كردستان.
–    اشكالات العلاقة بجيران الكرد محلياً واقليمياً والموروثات والحساسيات والمناطق المتنازع عليها، الخ.
–    اشكالات العلاقة بالفضاءات الاقليمية ومناخات وتشكيلات العولمة، الخ.
ب‌-    سنكون بين خيار بعض الافكار المتعصبة التي حملتها اقوامنا واضطهدت الكرد ولم تنجح في شيء، واخرى تحمي الهوية وتطورها، وتوازن فكرة التجزأة بفكرة توحيدية مكملة.فجيكوسلوفاكيا التي انقسمت الى جيك وسلوفاك جمعهما الاتحاد الاوروبي. وفاوضت اسكتلندا قبل الاستفتاء لندن في كل التفاصيل لو نجح الاستقلال.
ندعو للمشي على قدمين.. قدم لاستثمار زخم التعبئة للهوية لبناء الايجابيات، دون المس بمصالح الغير.. واخرى لترميم الشراكة وتعزيزها، ان توفرت النوايا، وسمح الوقت والظرف. فالفيدرالية–حسب قناعتنا- ما زالت قابلة للتطبيق، على الاقل لفترة معرّفة من الزمن، وانتظار ما ستسفر عنه اوضاع العراق وتدافعات المنطقة.. فتلكوء النظام، هو مسؤولية الجميع، ومنهم الكرد.. وسيكون مبكراً في دولة رئيسها والعديد من كبار مسؤوليها هم من الكرد التخلي عن ذلك، دون الذهاب لبدائل افضل للجميع.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
24°
29°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية