Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

هل ستفوز المفاجئات ام الاستطلاعات في الانتخابات الفرنسية؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:06 - 24/04/2017 - عدد القراء : 1611

عند نشر هذه الافتتاحية، مساء الاحد، ستكون فرنسا قد صوتت في الجولة الاولى لاختيار رئيس الجمهورية، فاذا لم يحصل اي من المرشحين على 51% من اصوات الناخبين فستجري الجولة الثانية في 7 ايار القادم بين الاثنين الاوائل فقط. واذا استبعدنا مرشح “الحزب الاشتراكي” السيد “هامون”، وكذلك 6 مرشحين اخرين لا يتوقع حصولهم على نسب تؤهلهم، فان المنافسة الحقيقية ستجري بين الاربعة الاوائل حسب الاستطلاعات. فالمنافسة حادة، خصوصاً وان 30% من الناخبين لم يحددوا خياراتهم. مما يعني امكانية حصول مفاجئات كبرى. وحتى مساء السبت، حسب الاستطلاعات، يتقدم “ماكرون” من الوسط بنسبة  23.6%، وهو وزير اقتصاد سابق في حكومة الرئيس الاشتراكي هولاند، وانشق ليؤسس حركة “سائرون” (En Marche).. تليه “لوبن” عن الجبهة الوطنية اليمينية 22.5%.. يليهما “فيون” (19.4%)، وهو رئيس الوزراء الاسبق في فترة الرئيس “ساركوزي”، وكان المرشح الاقوى لليمين، لولا موضوع زوجته واولاده ودعوى استلامهم مخصصات غير مبررة، والتي اعتبرها تسقيطاً سياسياً. وتعطي الاستطلاعات “ميلانشون” 18.8%، وهو ماركسي، والذي كسب جمهوراً مهماً خلال الحملة.

  1. رغم التقدم الذي حققته “لوبن” بتقدمها من 17% في الانتخابات الماضية الى 22-23% حسب الاستطلاعات.. ورغم تناغمها مع الموجة “الشعبوية” التي قادت لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وانتصار الرئيس “ترامب” في الانتخابات الامريكية، والذي منحها تأييداً ضمنياً بقوله “بان الهجوم (الارهابي) الاخير في الشانزليزية سيساعد لوبن، وانها المرشحة الاقوى في ضبط الحدود وفيما يجري في فرنسا”، ورغم زيارتها لموسكو ولبنان، لكن فرصها في الوصول لكرسي الرئاسة في “الشانزليزية” قد تكون متعذرة، مع حظوظ قوية للحلول بالمرتبة الاولى او الثانية في الجولة الاولى. فحسب الاستطلاعات، سيفوز عليها اي من المرشحين الثلاثة بالجولة الثانية بسهولة نسبية. وهذا درس مهم في السياسة بانه لا تكفي قوتك فقط، بل انت بحاجة للتحالفات ايضاً.. مع ذلك يجب انتظار النتائج الفعلية، فللمفاجئات كلمتها.
  2. احتمالان: ان تفوز “لوبن” في الجولة الاولى مع احد الثلاثة المتبقين.. او ان يفوز اثنان من الثلاثة.. وتشير الاستطلاعات بان اي من الثلاثة ان نجح في الاولى سيفوز على “لوبن” في الثانية.. وتشير ان “ماكرون” سيفوز على كل من “فايون” و”ميلانشون”.. و”ميلانشون” على “فايون”، إن وصل اي منهما للجولة الثانية. وهكذا يكون “ماكرون” الاوفر حظاً، وخصمه الرئيس المفاجئات.
  3. صحيح ان الامن والوقوف ضد الارهاب وملف المهاجرين والاجانب يأخذ اهتماماً كبيراً.. لكن البطالة، وساعات العمل و”الفريكزيت” اي خروج فرنسا من الاتحاد الاوروبي، على وزن “البريكزيت” البريطانية، والضرائب تحظى بالاولوية لاغلب الناخبين. سيمثل “ماكرون” مصالح رأس المال، وان خروجه من “الاشتراكيين” الى الوسط، وتأييده من شرائح يمينية، ودعمه من رجال الاعمال الذين اتعبتهم لعبة “اليمين” و”اليسار” لصالح “الجبهة الوطنية”، تجعله المرشح الاقوى، رغم حداثة سنه (39) وقلة تجربته، امام ممثل “اليمين” الاخر، المخضرم “فايون” صاحب الـ63 عاماً، والذي له اطروحات واقعية وخبيرة من القضايا بحيث قد يكون احدى المفاجئات الكبرى.  وستمثل “لوبن” اليمين المتطرف والتوجهات الشعبوية.. وسيمثل “ميلانشون” الطبقة العمالية وذوي الدخل المحدود.. فبرنامجه يتضمن فرض ضرائب على الدخول العالية لحدود 90%، وتخفيض ساعات العمل الى 32 ساعة.. وتوفير 100 مليار “يورو” تصرف على السكن والطاقة المتجددة.
  4. يمكن للعراق ان يعمل مع اي من المرشحين.. فمعظمهم يعرف العراق جيداً.. فلقد زاره “فايون” رئيساً للوزراء في 2012، وفي ايلول 2014، بعد تركه المسؤولية، ويومها دعوته للعشاء، وكان لقاءاً مثمراً ومفيداً.. وزار “ماكرون” الجزائر ولبنان والقاعدة الاردنية التي تستخدمها الطائرات الفرنسية لقصف مواقع “داعش” في العراق وسوريا. وزارت “لوبن” لبنان وروسيا.. اما “ميلانشون”، فمن مواليد طنجة في المغرب. فالشرق الاوسط والعراق، كجمهور وحكومات وقضايا، باتا جزءاً من اية حملة انتخابية، في فرنسا وغيرها، وهو ما يتطلب من دبلوماسيتنا ومراكز القرار الاهتمام بما يجري حولنا.. ومما له دلالاته خبر منح الرئيس الفرنسي هولاند الفريق الاول الركن طالب الكناني وسام الشرف الفرنسي لدوره في محاربة الارهاب.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
17°
21°
الأربعاء
25°
الخميس

استبيان

الافتتاحية