Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

(٨) تطورات كبرى، واهمية فهمها، لتحديد موقعنا ودورنا

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:05 - 24/11/2016 - عدد القراء : 1680

  1. عودة نسبية للدور الروسي/الصيني في مواجهة امريكا/اوروبا. فعادت روسيا بقوة في سوريا وتستعيد روابطها مع مصر، وتنظم علاقاتها بتركيا، وتعزز مناطق نفوذها في مجالاتها الحيوية، وتوطد تحالفها مع ايران والصين وغيرهما. وقفت الصين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي مواقف اقرب لـ”الامبريالية الرأسمالية” (امريكا)، لمواجهة “الامبريالية الاشتراكية” (الاتحاد السوفياتي). انقلبت الاية اليوم، وتظهر روسيا والصين اقرب لبعضهما في القضايا الاقليمية والدولية وفي موقف الاخرين منهما. وبعد ان كانتا القوتان الاساسيتان المحفزتان لتغيير الانظمة، أخذ الغرب والولايات المتحدة دورهما، كما في العراق و”الربيع العربي”، الخ. ورغم بعض التفكك والضعف، سيبقى التحالف الامريكي/الغربي محوراً اساسياً، رغم تصريحات “ترامب” الانتخابية.
  2. تراجع دور الحروب الكبرى واستمرار دور المنازعات المحلية المسلحة، مع زيادة امكانيات تطويقها ومنع توسعها. فكلف الحروب المادية والبشرية باتت عالية جداً، ويعارضها الراي العام عموماً، خلافاً للسابق.
  3. دور اكبر للاعب المحلي وتأثيراته على الاقليمي والدولي.. ودور اكبر للاعب الاقليمي وتأثيراته على الدولي. فلم يعد المحلي مجرد بيدق بيد الاخرين.. ولم تعد القوى الاقليمية مجرد محطات ومعابر للقوى الدولية. بل ازدادت حصتها في القرارات الدولية. وتراجعت نسبياً قدرات سيطرة الكبار محلياً واقليمياً.
  4. بروز زخم نحو “عصر ما بعد العولمة” وسياسات الانكفاء (ليس العزلة)، وتصاعد قوى التشدد. لم تنته العولمة ولا ثورة الاتصالات والمنجزات العلمية الهائلة، باثارها المهمة، لكن العالم يدرك اليوم اكثر ان طروحات “فوكوياما” حول “نهاية التاريخ، والانسان الاخير” (١٩٩٢) الذي بدا -مع سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية- انتصاراً نهائياً لليبرالية، هو جزء من “الخيال العلمي” (بعض الحقيقة وبعض الخيال). فمفهوم العالم قرية واحدة، وانتصار رغبات الذات على الهويات الايديولوجية، بقيت نسبية. وتتقدم اليوم مفاهيم “بلدي اولاً” والتحصن بالوحدات الاصغر طريقاً للوحدات الاكبر. وان ظاهرة “ترامب” و”بركزيت” بريطانيا، واستفتاءات اسكتلندا وايرلندا، وتلويحات كاليفورنيا، الخ، وانتشار المتشددين واليمينيين هي دفاع ذاتي ضد حالات فقدان الهوية والهلامية العالمية.
  5. الجمود الاقتصادي العالمي وتباطوء قفزات الامم التاريخية (النمور الاسيوية، الصين، الهند، الخ). ان حركة الاقتصاد لولبية. في فترة الاقتصاد الكلاسيكي كان مفهوم “الدورة العقدية” هو السائد. استطاع الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية منع الازمات الكبرى كل عقد او ما يقارب، اما بترحيلها لاجيال قادمة، او لبلدان اخرى، او على حساب الانسان والطبيعة والبيئة والتوازنات المناخية. لكن الترحيل لا يعني السيطرة، ولا العلاج المطلوب، بل مراكمة السلبيات تحت السطح، لتتفجر كـ”تسونامي” اقتصادي يصعب السيطرة عليه.
  6. من يمتلك التكنولوجيا والطاقة يمتلك مفتاحاً مهماً للنجاح والسيطرة. وان عودة الولايات المتحدة لانتاج النفط بتكنولوجيات حديثة، وزيادة الاعتماد على الطاقة البديلة، قد ينهي الصدمات الكبرى في اسعار النفط، لمصلحة دول “اوبك”.. وان دعوات “ترامب” للاستثمار في الطاقة “الاحفورية” (النفط، الغاز والفحم) سيعمق ازمات موازنات بلدان “اوبك” بكل ما يرتبط بها من ارتكازات اجتماعية وسياسية واقتصادية، داخلية واقليمية وعالمية.
  7. تراجع “داعش” والارهاب التكفيري”، لكن التطرف والارهاب لن ينتهي ببساطة. فالمسألة لم تكن اساساً بمسك الارض، بل كانت في النفوس والعقول.. فما لم يعِ العالم والدول كافة ان “الارهاب التكفيري” لا يقارن باي عنف او خلاف سياسي، وان اتحاد الجميع ضد “الارهاب التكفيري” هو الذي يخلص البشرية من وباء القتل الجماعي وقطع الرؤوس وحرق الناس احياء وتدمير الحضارات وسبي المخالفين. القضاء على الارهاب التكفيري لا يلغي اشكال العنف الاخرى التي فيها شكل من اشكال الاعتراف بالاخر، كمدخل لتفاهمات واتفاقات محتملة، خلاف “الارهاب التكفيري” الرافض كلياً للاخر.
  8. توسع حركات الهجرة والمهاجرين من البلدان الفقيرة (اسيا وافريقيا) او حيث فرص العمل محدودة او الاجور غير مجزية (اوروبا الشرقية) الى الدول الغنية وفرص العمل والاجور الاعلى وحيث الرفاه افضل.. ومن الدول غير الامنة وغير المستقرة الى الدول الامنة والمستقرة.. فلم يشهد التاريخ هجرات بهذه الشمولية جغرافياً وسكانياً وزمانياً، بكل تدافعاتها واثارها، وعلى الصعد كافة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
33°
35°
Sun
36°
Mon
الافتتاحية