مجدداً دعمه للحكومة
دعا رئيسُ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم القيادات الأمنية إلى مراجعة خططها كما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المضي بعجلة الإصلاحات وحسم المناصب التي تدار بالوكالة. وقال السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الأسبوعي الذي عقد بمكتب سماحته في بغداد امس الأربعاء “ما زلت على قناعة بأن هذا العام سيكون عام الحسم للكثير من القضايا المصيرية وغلق بعض الملفات العالقة باذن الله، وقد بدأت ملامح النصر على خلافة الشيطان تلوح في الأفق واليوم مدينة الرمادي العزيزة تتحرر من رجس الإرهابيين، ولولا دناءة العدو وأساليبه بتفخيخ البيوت واستخدام المدنيين كدروع بشرية لكانت اقدام ابنائنا من القوات المسلحة والقوات الداعمة لها قد وطأت كامل ارض الرمادي العزيزة”. وتابع ان “كل أبنائنا في التشكيلات المسلحة الساندة ومنهم الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والمتطوعين وأبناء العشائر والبيشمركة ، كلهم وقفوا امام هذه الهجمة الإرهابية التكفيرية الشيطانية وقدموا الدماء الغالية ودافعوا عن الوطن، ويبقى الجيش هو المؤسسة الطبيعية التي تحتوي كل العراقيين وتوجد على كامل التراب العراقي”. وفي محور الامن الداخلي قال السيد عمار الحكيم “اننا نقرأ الثغرات الأمنية الأخيرة من قبل الإرهاب على انها محاولات لاثبات الوجود بعد الضربات الموجعة التي تلقاها أخيرا، وهي محاولة لتشتيت الانتباه عن الانتصارات في قواطع الجبهات، وهذا يستدعي من القادة الامنيين ان يراجعوا خططهم وان يضاعفوا من تحمل مسؤولياتهم وان يضعوا مثل هكذا ردات فعل إرهابية في حساباتهم ، كما ندعو الى التقييم المستمر لأداء القيادات الأمنية التي تواجه الإرهاب ووضعها تحت دائرة الضوء وتقويم عملها ومحاسبتها”، مضيفا ان “هناك بعض الأجهزة الأمنية المهمة التي لم يصلها الإصلاح والمحاسبة والتقييم”. وبشأن الإصلاحات ذكر السيد عمار الحكيم “اننا نرى ان الوقت يمر والنوايا الطيبة والصادقة موجودة ولكن لا نفهم السبب وراء هذا التأخير في اتخاذ قرارات وخطوات كبيرة في مجال الإصلاحات وعلى مختلف المستويات رغم كل الدعم الذي تحصل عليه الحكومة من المرجعية والشعب والقوى السياسية الصادقة التي تدعم الحكومة قلبا وقالبا، فما زالت الكثير من الملفات المهمة والحساسة والملحة على طاولة الانتظار، وما زالت الكثير من المواقع المهمة تدار بالوكالة، وما زالت ملفات الفساد التي نسمع عنها بعيدة عن المتابعة والحسم بالطرق القانونية الصحيحة والمباشرة”. واكد “اننا نؤمن ان التوافقية هي جزء من سمات العملية السياسية الحالية ولكن لا توافقية مع الفساد، ولا دولة مع الفساد ولا سياسة مع الفساد ونؤكد للأخ العبادي اننا داعمون له وبقوة وملتزمون بشراكتنا في هذه الحكومة وملتزمون أيضا بتحالفنا مع القوى التي شكلت هذه الحكومة ولكن يجب أن نرى عجلة الإصلاحات تتحرك لان الوقت قارب على النفاذ وان إضاعة مزيد من الوقت لن يكون لصالح الحكومة ومشروعها لبناء دولة المؤسسات”. وعن تنمية الاقتصاد الوطني لفت السيد عمار الحكيم الى ان “التنمية والوطنية لا يفترقان لان الاقتصاد والتنمية لا يمكن فصلهما عن الوطنية”. واضاف السيد عمار الحكيم أن “الشعور الوطني يجب ان يترسخ عند الصناعي كي يقدم منتجه لشعبه بجودة عالية بعيدا عن الغش التجاري والربح السريع، والشعور الوطني يجب ان يترسخ لدى الموظف المسؤول الذي عليه ان يشجع ويسرع معاملات المشاريع الوطنية ولا يؤخرها او يبتزها”، موضحا “اننا بدون تعزيز الشعور الوطني لا يمكن أن نخلق اقتصاداً وطنياً وتنمية وطنية حقيقية، فحب الوطن هو الأساس والتمسك بعراقيتنا هو الانطلاقة نحو بناء دولة ناجحة ووطن ناجح”. وبشأن محور الأزمة الاقتصادية قال السيد عمار الحكيم “إنها أزمة تمر على كل الدول التي تعتمد على النفط في ميزانياتها كمورد شبه وحيد للدخل، وهي ازمة ليس من المتوقع ان تنتهي بسنة او سنتين، ونتوقع انها قد تستمر من ثلاث الى خمس سنوات قادمة، ولكنها ازمة لا تعني إننا سننهار كدولة ومجتمع ولا تعني ان نستسلم للأشاعات المغرضة”. واشار الى ان “هناك دولا في العالم ليس لديها نفط وهي تعيش مستويات عالية من القوة الاقتصادية، صحيح اننا اقتصاديا اعتمدنا فقط على النفط ولكن الحياة هي توازن نفسها بنفسها، فعندما تقل الموازنات يصبح البحث عن مصادر بديلة شيئاً طبيعياً ويقل الهدر ويخنق الفساد، وتنمو الصناعات الصغيرة والمتوسطة ويضبط الانفاق على مستوى الدولة والمواطن، ولكن ما يروج له انه ستتوقف الرواتب او غيرها من الإشاعات التي لها أهداف أخرى فان ذلك لا يحدث باذن الله وهناك العديد من الحلول التي تستطيع الدولة اللجوء اليها لإدامة استمرار العمل والدورة الاقتصادية”. وبين إن “العراق لديه إمكانيات هائلة ولديه فرص كبيرة وهو محطة اقتصادية حيوية في المنطقة والعالم وهناك الكثير من الإجراءات والخطوات التي على الحكومة اتخاذها كي تحول هذه الأزمة إلى فرصة كبيرة”. وفي سياق آخر أوضح السيد عمار الحكيم “بالأمس عقد مجلس الوزراء اجتماعه في محافظة البصرة، وهو اجتماع مهم كي تكون الحكومة الاتحادية قريبة في تفكيرها وملامستها للواقع من الحكومة المحلية، وندعو ان تنتظم هذه الاجتماعات وتكون دورية وتشمل كافة المحافظات”. واكد بالقول ان “القرارات التي صدرت عن الاجتماع مقبولة ولكنها لا تلبي طموح أبناء البصرة واحتياجاتهم وخصوصا انها المحافظة الاقتصادية الأولى في العراق من حيث الإنتاج النفطي والموانئ التجارية، وان بداية التنمية الاقتصادية التي نتحدث عنها ولأسباب اقتصادية وتنموية خالصة لا يمكن ان تنطلق الا من البصرة”. وفي المحور الإقليمي بين السيد عمار الحكيم “اننا كنا قد حذرنا في اكثر من مناسبة ومن هذا المنبر من الطريق المسدود الذي تسير فيه العلاقات الإقليمية، وكنا قد دعونا الى الجلوس على طاولة إقليمية وان يفتح فيها الملفات المشتركة وان يُرسم فيها حدود النفوذ ومساحات التقاطع والالتقاء، ولقد تكلمنا بمفهوم الدولة ومفهوم الجيرة التاريخية ومفهوم الواقع الجغرافي، ومع الأسف لم يصغ لهذه النداءات! وها نحن وصلنا الى القعر في العلاقات الإقليمية بين دول المنطقة وفتحنا الباب على مصراعيه للتدخلات الدولية واصبحنا سوقا رائجا ومربحا للسلاح”. واشار الى انه “حتى الان قتل مئات الآلاف من أبناء المنطقة واحرقت وهدمت مدن كاملة وهجر الملايين داخل وخارج اوطانهم! ولكن ما هي النتيجة”؟ واكد “لا يوجد منتصر ومنهزم وانما دمار وقتل ومئات المليارات المهدورة، واحقاد وضغائن وإرهاب وتكفير يكبر ويتمدد في هذه البيئة المسمومة المثالية له، قلنا ذلك قبل سنة ودعونا لعقد مؤتمر إقليمي وكررنا الدعوة قبل اشهر عدة، ولكن لم يستمع لنا احد لان الجميع كان يتصور انه يستطيع ان يحسم المعركة لصالحه ولان الجميع كان يتصور ان هذا الذي يحصل هو معركة عسكرية تحسم بحجم السلاح المتاح والمساحة الجغرافية المسيطر عليها”. ودعا السيد عمار الحكيم دول المنطقة الى ان “تحكم العقل وان تجلس على طاولة الحوار وان تفكر وتتفاهم كدول كبيرة تقدر المساحات المشتركة وتتفهم مساحات التقاطع وتعيد توزيع النفوذ فيما بينها وتفكر في تنمية إقليمية شاملة، لان دول المنطقة لا يمكنها أن تنمو وهي تعيش حالة العداء والصراع، هذا ما يخبرنا به التاريخ وما تخبرنا به التجارب الإنسانية السابقة”.