Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

السيد الحكيم: العراق لنا جميعاً ونجاح الحكومة يعتمد على الدعم السياسي

السيد الحكيم: العراق لنا جميعاً ونجاح الحكومة يعتمد على الدعم السياسي
الصفحة الاولى - بغداد / متابعة العدالة - 0:15 - 10/04/2016 - عدد القراء : 858

في الحفل الرسمي بمناسبة يوم الشهيد العراقي

شدّد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، على ضرورة العودة إلى مساحة الـ{نحن}، وتجاوز حدود الـ{انا} لتجاوز الأزمات. وقال السيد عمار الحكيم امس خلال كلمته في الحفل الرسمي بمناسبة يوم الشهيد العراقي، الذي اقيم بمكتبه في بغداد، ان “النهايات العظيمة تليق بمن عاشوا بتواضع وعملوا بإخلاص وتفاني وكانوا يركزون ابصارهم على نهاية الطريق ولا تشغلهم المحطات الجانبية او تشاغلهم المعوقات المرحلية، فكانوا منذ البداية يعرفون ويدركون كيف ستكون النهاية وان كانوا يجهلون توقيتها الزماني او موقعها المكاني، ولكن رؤيتهم كانت منسجمة مع ذاتهم فتحولت ذواتهم الى شواخص يقتدى بها تعبر عما حملوه من رؤية ومشروع”. وأضاف “هكذا كان شهيد المحراب مؤمنا بنهايته الحتمية في سبيل قضية شعبه ووطنه ودينه وعقيدته، وعندما انهار الطاغوت وتحطم صنم الاستبداد، كانت هناك لحظات امتزج فيها الفرح بالقلق، حيث التحرر هو غاية الاحرار”، مستدركا “ولكن كانت الرؤيا ان تكون النهاية بعظمة المشروع الذي جاهدنا من اجله وخصوصا ان شهيد المحراب لديه عهد ووعد من أستاذه وقائده وأخيه الاكبر الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه”، لافتا “وكان العهد أن تكون البداية واحدة والنهاية واحدة وان اختلفت التفاصيل الزمانية والمكانية ولكنها تتطابق بمعنى التضحية والشهادة والقدوة في عطاء الدم، وعطاء الدم هو منتهى درجات السمو التي يحصل عليها المتواضعون كي يرووا بدمائهم ارض الحرية فتنبت منهجا ومشروعا وقضية”. ونوه “لقد كانت معركتنا نحو الحرية قاسية ودامية ومؤلمة بحيث اننا تجاهلنا ساحة مواجهة أخطر واشد ايلاما، الا وهي مواجهة أنفسنا ورغباتنا، لقد انتصرنا في الجهاد الاصغر ولكننا مازلنا نعاني في الجهاد الاكبر، وهذا ما يقلق قادتنا وشهداءنا الذين سبقونا ورسموا لنا منهجا وخطوا لنا طريقا ومنحونا رؤية ومشروعاً”. وأوضح رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ان “عدونا اليوم ليس دكتاتوراً قابعاً بقصره ويعتقل شعبه المظلوم خلف جدران الذل والاستعباد، وعدونا ليس ارهاباً اعمى وشيطانياً يعتاش على اجساد الابرياء باسم الدين والشهادة الموهومة، انما عدونا الحقيقي هو أنفسنا ونحن نتحمل هذه المسؤولية العظيمة من اجل ان نخدم هذا الشعب الكريم ونكون مؤتمنين على هذا الوطن العظيم”، مؤكدا “هنا التحدي الأكبر الذي اكتشفنا انه من أخطر التحديات، فان تسقط على يد عدوك ليس كما تسقط على يد اخيك ورفيقك في المشروع والمنهج والرؤية، وليس كما تسقط بعيون شعبك المتطلع للمستقبل بقلق وحيرة”. وأكد إن “عدونا الحقيقي اليوم هو عدم اتفاقنا على رؤية واحدة نسير بها معا في بناء هذا الوطن المعطاء، وعدونا هو تقاطعنا في عنوان الوطن واختلافنا في مساحة وتعريف الشعب وعدم ادراكنا لعمق القدر الالهي لوطن اسمه العراق”. وأوضح “انها {النحن} التي نسيناها او تناسيناها في خضم هذا الصراع المزدوج الذي نخوضه منذ عقد من الزمن بيننا وبين اعدائنا {اعداء العراق}، وبيننا وبين انفسنا الامارة بشهوة السلطة والنفوذ والتفرد، انها { ال نحن} ايها السادة التي ستعبر بنا وبالعراق الى الضفة الاخرى، هذه {النحن} الكردية و {ال نحن} العربية والتركمانية والشبكية، وهذه {ال نحن} السنية والشيعية والمسلمة والمسيحية والصابئية والايزدية، جميعها يجب ان تمتزج بعنوان اكبر واعمق واصدق الا وهو {ال نحن} العراقية”، مشيرا إلى ان “هذه {ال نحن} هي التي ستعيد لنا العراق الذي حلمنا به وقاتلنا من اجله واستشهد قادتنا في طريق تحريره”. وزاد السيد عمار الحكيم، مبينا “هذه {ال نحن} التي اضعناها في دهاليز السياسية، وتناسينا اننا اخوة سلاح ورفاق درب ومواطنون في ارض الانبياء والائمة والصحابة والاوصياء والاولياء، وهذه {النحن} التي حين اضعناها ضاعت معها الموصل والانبار وصلاح الدين وتهددت اربيل وكربلاء الحسين واختنقت بغداد الحضارة”.
ولفت “الان لدينا فرصة كبيرة ولن اقول اخيرة، لان العراق لن تكون امامه فرص اخيرة ابدا، فالعراق اكبر من كل المقاييس والمواصفات وخارج اطار التحديد الزمني، هكذا نؤمن بالعراق وبهذه الرؤية نسير في رحابه، ولكن الفرص المحدودة تكون لنا اصحاب المشروع وحملة الراية والمتصدين للمسؤولية”، موضحا أنها “الفرصة الكبيرة أيها السادة والسيدات التي جاءت لنا بعد عقد من الزمن تقاطعنا فيها بما يكفي وجربنا فيها كل الحلول الترقيعية واستخدمنا كل الفرضيات الطائفية والقومية والاثنية والمناطقية، ولكن بعد عقد من الزمن والألم فان الفرصة تقول لنا بأننا جميعا مشاريع ناقصة ولا نكتمل إلا بالعراق الذي يجمعنا”. وأضاف إن “العراق كبير بما يكفي ليكون لنا جميعا بكل تنوعاتنا وتضاد أفكارنا وتقاطعاتنا المقبولة، ولكن لتكن تحت سقف العراق وليس فوقه، ولتكن تحت سقف الوطنية وليس خارجها”، مبينا “انها ليست ازمة حكومة وانما أزمة هوية، ومتى ما تجاوزناها فان كل المشاكل مهما كبرت تبقى صغيرة أمام المخلصين وكل التحديات مهما عظمت تبقى محدودة امام المتوحدين على الوطن والرؤية”. وتطرق السيد عمار الحكيم إلى المبادرة التي قدمها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي للإصلاح، قائلا: “لقد قدمنا مبادرتنا للإصلاح الوطني وتفهمنا احتياجات الحكومة وقيادتها التنفيذية في التعامل مع متطلبات وتحديات المرحلة، واقترحنا تشكيل المجلس السياسي للأمن الوطني كي يكون مكاناً جامعاً لقادة العراق ويكون حلقة للحكمة والاستشارة فتكون القرارات التي تهم العراق ومستقبله متفقاً عليها من قبل قادة العراق ومشاركين فيها وتوفر الغطاءات المرجوة للحكومة ورئيسها”. وأكد على ضرورة استثمار الدعم الدولي، مبينا، ان “أمام العراق اليوم فرصة كبيرة متمثلة بالدعم الدولي الواسع والتفهم الإقليمي لدوره ومساحته وتحدياته، وعلينا ان نستثمر هذه الفرصة ونتجاوز الاختناق السياسي ونشكل حكومة إصلاحية نمنحها الدعم المطلوب والمساحة الكافية كي تتمكن من إيجاد الحلول الجوهرية للمشاكل المستعصية”. وشدد “إن أي عملية إصلاحية لابد إن ترافقها بعض الآلام والأوجاع وهنا يأتي دور القادة الحقيقيين للعراق كي يتعاملوا على قدر المسؤولية فيدعموا الحكومة وقراراتها جماهيرياً مثلما يدعمونها تشريعيا، وبالمقابل على السيد رئيس الحكومة وفريقه الحكومي ان يكونوا مدركين ان نجاحهم سيكون معتمدا على الدعم السياسي والجماهيري الذي يحصلون عليه من قادة البلد وان شعور الجميع بالمشاركة في القرار يمنح مساحة الثقة المطلوبة لعبور هذه الأزمة، والتي ندعو الله ان تكون آخر الخنادق الصعبة قبل ان يبزغ فجر العراق الذي حلمنا به”، موضحا “انها دعوة صادقة للعودة الى {ال نحن} ومغادرة {ال انا} التي ارهقتنا واوجعتنا”.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

ملحق العدالة

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
13°
14°
Thu
16°
Fri
الافتتاحية