في المؤتمر الوطني الرابع لذوي الاحتياجات الخاصة
قالَ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، ان الحديث بالعموميات والتنظيرات اخذ “وقتاً طويلاً”، مع غياب الحلول العملية. وخاطب السيد الحكيم، امس السبت خلال كلمته في المؤتمر الوطني الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي اقيم بمكتبه في بغداد، ذوي الاحتياجات الخاصة قائلاً “وعدناكم بالتواصل في كل عام وها نحن نفي بوعدنا من جديد للعام الرابع على التوالي، ومهما كانت الأولويات متزاحمة فان أولوية اللقاء بكم والاهتمام بنشاطاتكم لا تزاحمها أولوية لأنكم تشعروننا بإنسانيتنا ومسؤوليتنا وقيمتنا الاجتماعية والحضارية”. وأضاف “في مؤتمركم الأول في عام 2012 قلت في كلمتي، أن المفاهيم الخاطئة تؤدي الى ممارسات خاطئة، واليوم وبعد أربع سنوات من تلك الكلمة فإنني اجد نفسي مجبرا على إعادة التذكير بها، وأتساءل كم هي المفاهيم الخاطئة في حياتنا التي أدت الى ممارسات خاطئة للفرد والمجتمع، وإحدى اهم هذه المفاهيم هي مفهوم الإعاقة وعلاقة المعاق مع المجتمع والبيئة التي يعيش فيها وبعد ان شاهدنا المجازرالتي يرتكبها الإرهابيون وكيف انهم يتفننون بزرع الموت والدمار وثقافة السبي والحرق والغرق والذبح أتسائل وانتم معي، من هو المعاق، ومن هو الذي ينطبق عليه الوصف ويصحح به المفهوم”. وأوضح “انتم أشخاص ذو إعاقة ولديكم احتياجات خاصة نتيجة نمو خاص في الإمكانيات الجسمية او الذهنية او نتيجة حوادث تعرضتم لها، اذا فالظروف الخاصة التي مرت بكم جعلتكم ذوي احتياجات خاصة”، مستدركا ان “المعاقين الذين ينطبق عليهم العوق الحقيقي، هم المنحرفون فكريا وهم القتلة والتكفيريون وفاقدو الاخلاق والرحمة”، مؤكدا ان “العوق هو عوق الاخلاق لا عوق الجسد او الذهن”. وذكر “وفي مؤتمر العام الماضي أطلقنا مبادرة {تمكين} وفي هذا العام نركز على المطالبة بوضع الإجراءات العملية التي تجعل مبادرة تمكين فعالة لكم وفي خدمتكم”، مبينا ان ذلك “يتطلب ان يكون هناك حراك في البرلمان لأقرار التشريعات الخاصة بالأشخاص ذوي الاعاقة”. وأشار السيد الحكيم إلى ان “الضغط السياسي والاقتصادي والحرب على الإرهاب والأزمات التي يمر بها البلد قد تجعل صوتكم يضيع في وسط الصراخات الأخرى ولكن انتم بالذات من يعلمنا معنى الصبر والقوة والإرادة، فنحن الذين لسنا من ذوي الإعاقة وليست لدينا احتياجات خاصة ومع ذلك قد يشعر البعض منا بالإحباط نتيجة التعامل مع القضايا السياسية المتغيرة باستمرار ولكنكم تعملون وتعيشون بأمل ومثابرة وإرادة وانتم تتعايشون يومياً مع احتياج خاص في حياتكم وتكونوا دائما بحاجة إلى ترتيبات خاصة ومع ذلك تملكون طاقة أكثر بكثير من بعض من لا يعاني من أي احتياج”. ولفت إلى ان “الحكومة رصدت 5 تريلون دينار عراقي لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير قروض مدعومة من الحكومة، فاننا وباسمكم نطالب ان تحدد نسبة من هذا المبلغ للاشخاص ذوي الاعاقة كي يتم منحهم هذه القروض وبتسهيلات اكثر مما هو مقرر لأنهم بالإضافة الى تساويهم مع المواطنين الاخرين بهذه الحقوق، فانهم يملكون حقاً اخراً الا وهو حق احتياجاتهم الخاصة وظروفهم الاستثنائية مما يتطلب ان يكون الدعم المقدم خاصاً واستثنائياً”. وذكر “اننا نؤمن ان الحديث بالعموميات والتنظيرات قد اخذ وقتاً طويلاً وعلينا ان نركز على الفعل والانجاز في هذه المرحلة، ولهذا فأننا نطرح خطوات عملية ومعقولة كي نتجاوز مرحلة طرح الأفكار، لأننا اكتشفنا وللأسف الشديد وبعد تجربة استمرت على مدى 12 عاماً، اننا في العراق نواجه اشكالية غياب الحلول العملية”، موضحا “فهناك من ينظّر ويشرح ويفكك المشاكل ولكن القليل من يقدم حلولاً عملية ملموسة قابلة للتطبيق”.