بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
يحتاج الوسط الرياضي المحلي الى ملاكات ادارية متمكنة من عملها وكفوءة يمكن ان تشكّل أملا في انتشال الوضع الرياضي العراقي من تراجعه المأزوم بعقد الفساد الاداري والمالي والفني والتنظيمي.
قبل عامين، كنت رافقت فريق نادي الامانة بكرة القدم في معسكره التدريبي السنوي الاستعدادي الذي يقيمه بمصر تحضيرا للدوري المحلي، وكانت الادارة الجديدة لم يبلغ عمرها الفتي سوى بضعة اسابيع، وهو امر ماكان ليمكنها من اعادة البريق المفترض للنادي العريق، وقد التقيت يومها امين سر النادي الحالي المهندس محمد فرحان، وكثيرا ما تحاورنا بالازمات السالفة للنادي، وللكرة العراقية، وقد وجدت الرجل يملك خزينا معرفيا وثقافيا كرويا واداريا، مكّنه من ادارة االمعسكر بشكل منظم وهادئ مشوب بانضباط رصين فرض نفسه على اللاعبين وملاكهم التدريبي والاداري.
لم يطلق فرحان وعودا فضفاضة في الموسم الاداري الاول له مع زملائه، لكنه كان يبحث عن منجز او اصلاح سريع ينتشل عبره الفريق الكروي، على الأقل، من تمددات مالية عريضة، وغير معقولة، في عقود اللاعبين لم تقدم لكرة الامانة ما يفوق عصرها الذهبي، بل تراجعت نتائج فرق ولاعبي النادي في العابه الاخرى، وكان فرحان، والمندب معه، كمن يعوم ببحر ازمات صاخبة بين ضغوط بقايا الادارة المقصيّة بالانتخاب من جانب، وحرب يخوضها بعض القادمين الجدد لطموحات يعتقدونها مشروعة، لكنها لا تلائم احدا منهمن من جانب ثان.
كنت قلت للصديق فرحان يومذاك ان احمد خلف حان وقته ليكون المدرب الاول للفريق، وطلب مني التريث بالطرح، لكنني اكدته، بحضور المدرب الاول، يومذاك، الكابتن ثائر احمد، كما سجلت اعتراضي على انتدابات عدد من اللاعبين وجدت ان التجاملن وصفقات المستور، قدمت لهم اخر دفعات المال قبل طيف التقشف الذي رافق الادارة الجديدة.
عاد الفريق، في الموسم قبل الحالي، لكبو غير مرة وساء وضعه وترتيبه في لائحة الدوري، فما كان الا منح ثائر احمد اجازة بقرار جريئ أحترم ارثه التدريبي، وتسنيم خلف الفريق بمحطة اخيرة قوامها ثلاثة مباريات فقط تمكن عبرها من المضي بالفريق، بشقّ الانفس، الى دوري النخبة، ليستطرد نجاحه ويكرر المنجز للموسم الثاني على التوالي عبر انتصار مستحق على زاخو قبل ايام.
تعرض الفريق ببداية الموسم الحالي لاسقاطات بقايا الموسم السابق، وتراجعت نتائجه في مستهل المنافسة، وكانت دعوات مغرضة وجهت ابواقها لابعاد خلف، بيد ان الادراة الرصينة، وبوصلة تحديد اتجاهات الخلل التي يحملها محمد فرحان، مكنت احمد خلف من الاستمرار بعمله وتاكيد نجاحه وقدرته الفنية العالية التي تفوق عمره ليقدم لنا مشروع مدرب كروي عراقي كبير في السنوات المقبلة ان شاء الله.
ما وددت الاشارة اليه هنا هو ان الكفاءة الادارية هي من يقود لتحقيق المنجز الرياضي اولا، لانها تشكل العمود الاول في بناء الهرم المؤسساتي الرياضي، فهي من تحدد عقود اللاعبين المنتدبين وفق امكاناتهم الحقيقية، وهي من تسمي المدرب، ،وتدرك كفاءته، وتحميه في عاصيات الازمات حين يستحق تلك الحماية، مثلما هي المسؤولة عن سرعة اقصائه المخطوئة، او الصائبة، والفرق كبير وبيّن في ابعاد ثائر آخر مراحل الدوري السابق، والاحتفاظ بخلف، مع كل نتائجه المتراجعة في بداية الموسم الحالي.
الادارة علم وتأن وتخطيط، مثلما هي فن وصبر، فليس كل من ركل الكرة سيكون مدربا قديرا او رئيس ناد بارع، لان ادارة الافراد ينجح فيها فقط المجرّب والموهوب بحيثياتها، اما الموارد المالية، فيبرع فيها نظيف اليد ممن دخل الوسط الرياضي ثريا لايحتاج عائداته المشروعة او سواها !
