Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أضواء..نوارس بحجم العراق

أضواء..نوارس بحجم العراق
الملحق الرياضي - حسين علي حسين - 0:36 - 24/05/2016 - عدد القراء : 1190

لم تكن مجرد مباراة ختام الدوري للنوارس مساء الاحد، لكنها الوفاء للجماهير البيضاء التي زحفت لتملأ مدرجات ملعب الشعب من الجدار الى الجدار وهي تهتف زوراء… زوراء، لتعيد للملعب الاثير ذكريات عشقه القديم، وحبه الذي لايموت، وكأنني بالمدرجات لها حناجر ليلة أعادت لبغداد ألقها، وأخرست كل من يزعق نشازاً ان لا عودة للامان ان شاء الله!
نوارس بيضاء اغلبها بعمر الورود، قدمت على مدار الموسم صوراً كروية أبهرت من كان حاضراً في الملعب، وملايين شاهدوا الختام عبر التلفاز، فكان الزوراء بحجم المباراة والحب الذي تكنّه له الانصار، ورد الدين لطيور السلام البيضاء التي اطلقها محبوه في سماء الملعب، ولرايات الوفاق البيضاء التي ما انفكت ترفرف، وللأكفّ التي لوحت وصفقت، وللعيون التي ذرفت الدموع حباً ووجداً وعشقاً للفريق الابيض، رمز العراق الكروي ومدرسته الاولى، فللزوراء جماهير عريضة بكل محافظات الوطن ومدنه وقراه.
عشرات الالوف احتشدت على المدرجات، لم يثنهم لهيب شمس حزيران، ولا شحّ الماء، فواصلوا طقوس الحب ست ساعات ونيف، وهتفوا بحب العراق، ووحدته، وقدموا درساً عفوياً لكل من يحب الكرة في العالم، فهلّا تسمع فيفا شيئاً من الحق؟
للفوز مفاهيم أخرى تبتعد كثيراً عن وضع كرة الجلد أسيرة في الشباك، وللنصر صورة اخرى نسجتها حشود الجماهير ونوراسها الفتية، فكانت قصة حب خالد قامته اربعون عاماً واكثر..
الرجل الاخرس الكبير، شيخ مشجعي الزوراء الذي رحل قبل سنوات، استشعر الناس بفرحه راحلاً، فخلته يوم خسر الزوراء ختاما سابقا امام اربيل قبل عدة مواسم، تذكرته مساء الأحد، وكيف إغرورقت عيناه بدموع حرّى كان لصداها دوي اكبر بكثير من صوته المكتوم! ودموع الصغار والكبار من المشجعين كيف سقت عشب الملعب الحبيب لتكون نسغاً في جذوره وجزءاً من كيانه.. وحديد المرميين، يومذاك، قضى الليل واقفاً يعاتب نفسه..كيف لي اخذل عشرات الالوف؟ والساعة الصمّاء حرّكها نشيج الآه وحاولت حينذاك ان تطيل عمر المباراة الحلم عبثاً… وسكون الليل بعد انجلاء الناس اعاد الملعب الحزين مقفراً باكياً وحدته وكأنه استيقظ من حلم سعيد لم تكتمل فصوله فلمحات النوارس اعادت لميدان الشعب شيئاً من بريق زمن كروي غادره منذ سنوات.
تلك الصورة الماضية قبل سنوات بقيت راسخة بذهني، وقد استعدت كل مفرداتها ومعانيها قبل مباراة الأحد الماضي…انه الزوراء الكبير، حين تجافيه الايام ربما يعتلّ، لكنه ابدا لن يموت…
هنيئاً للفريق الابيض هذا الحب والوفاء والجمهور والدموع التي اريقت وجداً وعشقاً سرمدياً وهنيئاً للفريق الابيض ادارته بيضاء القلب والانتماء والتي قدمت لنا نوارس مثل الحيدرين عبدالامير وصباح، علاء ومهند ولؤي وكاصد وجويد وميداني وجفال وحسين علي ومهاوي وكرار وبقية السرب الأبيض الذي اعادنا لايام علي وفلاح وثامر وسعد وعبد الاله وعليوي وجلال وقائدهم حازم وبحجم عبد الامير ناجي وسعد عبد الواحد وسعد عبد الرحيم وعبد المحسن محمد وسلام هاشم وابراهيم عبد نادر ورائد خليل ونوار وشاهين وصباح عبد الحسن وستبقى قامة الزوراء السامقة ترتفع في ملعب الشعب لسنوات وعقود وقرون يستقيم قوامها فوق دموع بيضاء ذرفت من عيون شيخ المشجعين الاخرس، قبل سنوات، لتتواصل مع دموع صغيري الذي بكى فرحاً لنوارس كانوا بحجم العراق مساء الاحد الماضي.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
34°
Sun
31°
Mon
الافتتاحية