بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
قراءة: علي النعيمي
هل تعلم عزيزي القارئ ان العراق هو البلد الوحيد من القارة الاسيوية ليس لديه منتخب اولمبي يتجمع بين الحين والآخر بغض النظر عن البطولات القريبة؟ مقارنة مع الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية من حولنا التي نستعرض نشاطها في التقرير التالي: المنتخب الأولمبي السعودي بكرة القدم واجه قبل أسابيع منتخب جنوب افريقيا ودياً وان مدرب الأخضر سعد الشهري دائم التشاور مع المدرب الاول هيرفي رينارد وفق سياسة عمل مشتركة، اما البرتغالي سوزا مدرب البحرين والمشرف على الأولمبي فانه لا يزال يجرب ويختار مجموعة كبيرة من اللاعبين دون 23 عاما في التجمعات وجميعها مشتركة ومفتوحة على المنتخبين معاً. ذات الحال يقال عن مدرب الأزرق الكويتي أندرياس كاراسكو الذي يشرف أيضا على الفريق الأولمبي وخاض سلسلة من المباريات التجريبية مع الأندية الكويتية من اجل إبقاء لاعبي الأولمبي في الفورمة ، مدرب منتخب عمان الاول الكرواتي برانكو إيفانكوفيش خاض مباراة تجريبية ضد الأولمبي الذي يشرف عليه مواطنه ومساعده داريو باسيتش وأيضا هناك رؤية مشتركة لاختيار مجموعة مميزة من اللاعبين، مدرب منتخب قطر اليكس سانشيز هو ذاته مشرف على الأولمبي العنابي ويمضي برؤية تطويرية واضحة وذات الكلام يقال عن الأولمبي الأردني الذي حضر مدربه احمد هايل مع جولة النشامى في الامارات قبل اسابيع وكان متواجداً بمعية المدرب فيتال بوركيلمانز في مباراتي العراق وسوريا بل حتى ان المنتخب الأولمبي الاماراتي ورغم التخبطات الأخيرة فهو دائم التجمع والتحضير وغيرها من المنتخبات التي عينت المدربين للفريقين الأول والأولمبي على غرار تايلاند (أكيرا نيشينو) وفيتنام (بارك هانغ سو) واستراليا (غراهام أرنولد) هؤلاء رفعوا شعار الإحلال والتعويض الجزئي للمنتخبات ودحضوا الفكرة القديمة ( المنتخبات الرديفة) ولديهم آلية البناء التراكمي بالتزامن مع مخرجات مدربي الفئات العمرية (الناشئين، الشباب) وتطابقها مع النهج الخططي لمدرب المنتخب الأول، وباستثناء السعودية وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان فان تلك المنتخبات تنتظرها استحقاق أولمبياد طوكيو الذي تم تأجيله بسبب كوفيد19 فان بقية الاتحادات الاخرى حددت ثلاث مراحل في الأفق القريب، المرحلة الاولى ضرورة إقامة التجمعات المصاحبة للمنتخبات الاولى واجراء المباريات على المستوى المحلي، والمرحلة الثانية الانفتاح على المستوى الخارجي او الإقليمي بإقامة مباريات تنافسية على غرار المشاركة في البطولة الخليجية بعد ثلاثة اشهر، ومن ثم المرحلة الثالثة المشاركة في البطولة الإسلامية في تشرين الأول من العام المقبل ومن ثم خوض التصفيات المؤهلة الى الأولمبياد نهاية العام 2021 . لا نعلم متى يفك احدهم طلسم تجاهل اللجنة الفنية والتطوير في الهيئة التطبيعية وإهمالها للمنتخب الأولمبي بعدم تسمية طاقمه التدريبي وشطبه من اجندة التحضيرات والمباريات التي تقام خلال تجمعات الفيفا اسوة ببقية دول الخليج واسيا بمعزل عما إذا كانت هناك استحقاقات قريبة أم لا، لأن الجميع يدرك جيداً ان فئة المنتخبات الأولمبية تعد من أهم الحلقات الستراتيجية والمفصلية في تطوير قاعدة اللعبة في المستقبل البعيد وتسهم برسم ملامح الهوية الفنية لكرة أي بلد متى ما نجح المتخصصون في توظيف واستثمار هذه الفئة بالشكل الأمثل. ان تبريرات التطبيعية بتأجيل تسمية مدرب الاولمبي غير مقنعة وتحمل رؤية قاصرة وتدور فقط في (فلك ضائقة الاموال) وتخلو من أي نظرة مستقبلية او بعد ستراتيجي وتنطلق من مبدأ (ليس لدينا استحقاقات قريبة اذن لا فائدة من تسمية ملاك تدريبي للمنتخب الأولمبي وهدر الاموال) وكأنها تتذرع بذات الحجج التي كانت تصدر من الاتحاد السابق بشأن شح التمويل مع الفارق ان الاتحادات السابقة دأبت على تسمية الملاكات التدريبية لجميع المنتخبات في احلك الظروف والأيام. واذا كان الأمر يتعلق بقلة الأموال فلماذا لا يتم تسمية مدرب منتخبنا الحالي ستريشكو كاتانيتش مدربا للمنتخب الأولمبي اسوة بالمنتخبات الخليجية والقارية واضافة مدربين محليين بدلاً من الجلوس لأشهر في بلده والطلب منه العمل في ملاعبنا والبحث والتنقيب عن مواهب الدوري الممتاز والأول واقامة تجمعات دورية لهم أسبوعيا او مرة واحدة في الشهر على ان يتم اصطحاب الأولمبي مع الوطني على غرار ما يفعله سوزا و إيفانكوفيش و كاراسكو ومدرب أوزبكستان ابراموف بل هو افضل حالاً واسهل حلاً عوضا عن فكرة لملمة وتجميع المنتخب وتشكيل اللاعبين قبل أي استحقاق قاري او عربي بأسابيع على مبدأ الاستعجال السائد في عرفنا الكروي منذ عقود، اين هو التخطيط المستقبلي لكرتنا ؟.
