Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

نجوم برشلونة يلعبون ويدربون أيضا

نجوم برشلونة يلعبون ويدربون أيضا
الملحق الرياضي - 2:40 - 15/09/2015 - عدد القراء : 645

يحق لمحبي برشلونة ان يفخروا بعشرات الأرقام والقياسية والعز والمجد.. ويحق لكرة القدم نفسها ان تفخر بـ”مدرسة” اسمها برشلونة التي تخرج ليس اللاعبين النجباء فقط فهذا دورها، لكنها باتت تخرج مدربين أفذاذ أيضا.
أصبحنا نشعر ان كل لاعب في برشلونة هو مشروع مدرب أو حتى رئيس ناد.. في المستقبل.
والمدهش أيضا أن اغلب “الماركات العالمية المسجلة” من اللاعبين هم الذين اكملوا مسيرتهم على النطاق التدريبي وحتى الاداري، ويكفي النظر الى يوهان كرويف اللاعب والرئيس الفخري لتعرف انه قدم أثناء عمله كمدرب “الروح” المدققة والناقدة التي خرجت الإسم الأكبر في عالم التدريب حاليا بيب جوارديولا ورونالد كويمان صاحب الثورة في نادي الكمار وساوثهامبتون ومايكل لاودروب النجم الذي يترك بصمة حيثما حل او ارتحل.
ولا ننسى خوسيه باكيرو وتكسي بيغيرستين وحتى البلغاري خريستو ستويشكوف الذي درب لفترة بسيطة في بلاده.
وبعيدا عن كرويف وتلاميذه حمل الشعلة التدريبية النجم العالمي رقم واحد في العالم دييغو ارماندو مارادونا دون ان يحقق نتائج كبرى مع الارجنتين.
وفي السياق نفسه لا يجب اغفال الدور المميز الذي يلعبه النجوم الهولنديين الذين يمتازون بحس تدريبي لافت ومن ابرزهم رونالد كويمان صاحب الهدف القاتل بمرمى جان لوكا باليوكا والذي جلب اللقب الأول في الشامبيونز ليغ العام 1992.
كما ان هناك نجاحات كبرى يحققها نجوم سبق ولعبوا في البارسا حتى وقت قريب ومنهم فرانك دي بوير متصدر الدوري الهولندي مع اياكس ووصيفه فيليب كوكو مع ايندهوفن وصولا الى صاحب المركز السادس حتى الان جيوفاني فان برونكهست.
وقبل الحديث عن ابرز ما قدمه جوارديولا والمدرب الحالي لويس انريكي يجدر التذكير بان مدرب سبورتينخ خيخون الذي اجبر ريال مدريد على التعادل في الاسبوع الاول من الليغا هو ابيلاردو الذي لعب للبارسا بين اعوام 1994 وحتى 2002 ولهم سجل 11 هدفا في 178 مباراة.
لماذا جوارديولا؟
لو فاز دي بوير وبرونكهست وكوكو بكل شيء في هولندا فانه يعوزهم الكثير ليصلون لما وصل اليه جوارديولا وانريكي اللذان اوصلا البارسا لمكانة عالمية قد تحتاج فرق اخرى لقرون وقرون حتى تصلها، فماذا فعلا؟.
وقع جوارديولا في اول اربع مباريات خاضها مع برشلونه في سلسلة نتائج جرب فيها الخسارة والتعادل والفوز حتى ظن كثر انه صغير وضئيل على فريق بحجم البارسا لكن الأمور تغيرت وانقلبت بمرور الوقت.
صار الجمهور يحتار في عدد الأهداف التي سيحرزها البارسا في كل مباراة بدلا من ان يحتار في امر حسم المباراة ام لا، وعليه  فقد حقق غوارديولا ما لم يحققه أي مدرب في العالم، ويوم 2 مايو العام 2009، وتحديدا في مبارة الكلاسيكو امام الغريم التقليدي ريال مدريد وفي معلقه ستاد  سانتياغو برنابيو، حدثت المعجزة وتحول الليث الأبيض الى راية بيضاء ونتيجة 6-2 تبرهن على كل ذلك وتدعمه؟.
وبعد نحو اسبوعين من تلك النتيجة المذهلة التقى البلوغرانا مع أتلتيك بلباو في نهائي الكأس إسبانيا، التي انحازت طائعة للخزانة التي كانت افتقدتها طوال 13 عاما وبثلاثية هذه المرة.
ايام وكان الفريق على موعد مع مجد اخر، وكان الضحية هذه المرة اسمه مانشستر يونايتد ولقبهم الشياطين الحمر وبرشلونة حولهم الى “عفاريت بيض”.
وفي النصف الثاني من العام 2009 وتحديدا  في شهر اب/ أغسطس كرر الفريق فوزه على بيلباو لكن في نهائي الكاس السوبر  فتحقق اللقب الثامن، واتبعها ببطولة السوبر الأوروبي على حساب نادي شختار الأوكراني.
ولم ينته العام إلاولقب جديد يضاف للخزينة، وهذه المرة كان  بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم وجاء اثر الانتصار على نادي إستوديانتيس دو لا بلاتا الأرجنتيني في نهائي مثير امتد لشوطين اضافيين، ليسدل الفريق الستار عن ذلك العام الاستثنائي بانجاز غير مسبوق، بلغ 6 ألقاب كبيرة بعام واحد.
ورغم أن ثمار العام التالي لم تكن كسابقتها الا ان  الظفر باللقب المحلي للمرة العشرين بتاريخ النادي، وكأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة كانا كافيين لتخفيف مرارة الاخفاق امام انتر ميلان في دوري أبطال أوروبا والخروج المبكر من كأس الملك أمام  إشبيلية، والملفت أن إشبيلية حقق كأس إسبانيا فيما بعد مثلما فاز انتر ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا.
أما في افتتاحية موسم 2010-2011 فقد حقق النادي مع بيب لقب كأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة في تاريخه، ووصل نهائي الكأس الذي حسمه رونالدو ولم تكن المرة الأولى والأخيرة التي يحصل فيها مورينيو على بطولة من جوارديولا.
وفي المعركة الاوروبية المهمة اطاح البارسا بالريال ليلاقي مانشستر يونايتد بنهائي الشامبيونز ليغ على ملعب ويمبلي وانتصر غوارديولا على فيرجسون 3-1، ولم تتوقف انجازات النادي خلال العام 2011 عند ذلك، ففي مستهل الموسم الكروي 2011-2012 وتحديدًا في منتصف شهر أغسطس، فاز النادي بكأس السوبر الإسباني عندما تفوق على غريمة التقليدي ريال مدريد بالذات ولم يمضي أسبوع بعد تحقيق لقب تلك البطولة حتى حقق النادي كأس السوبر الأوروبي على حساب بورتو البرتغالي لتزداد غلة النادي من الألقاب ويصبح جوسيب غوارديولا أنجح مدرب في تاريخ النادي من حيث عدد الألقاب.
وفي أواخر عام 2011 شارك النادي ببطولة كأس العالم للأندية في اليابان وتمكن من الظفر بلقب تلك البطولة بعد تفوقة في المباراة النهائية على سانتوس البرازيلي بنتيجة 4-صفر محققًا اللقب للمرة الثانية في تاريخة، لكن بيب الذي كان معارضوه في النادي يسمونه “بوذا الصغير” والفيلسوف رحل إلى بايرن ميونيخ ليسطر هناك تاريخا جديدا جعل الالمان يتبارون ويتحدون للإطاحه به دون تحقيق نجاحات كبرى الا في الشزر اليسير من اللقاءات ومنها خسارته من دورتموند وفولفسبورغ في الكاس وكاس السوبر.
حقبة انريكي
يبدو ان البارسا اعتاد على الشكوك والانتقادات في مستهل مشواره بالدوري ولهذا حام الشك حول مصير لويس انريكه ابن النادي الذي كان قد هزم الريال لصالح سلتا فيجو وبرشلونه قبل ان يصل لنيو كامب، لكن المدرب ترك كل شيء وراء ظهره.
ليحقق اللقب الثالث والعشرين في تاريخه ثم اتبعه بالكأس وعلى حساب الضيف الدائم مؤخرا أتلتيك بيلباو 3-1 محققاً لقبه الـ 27.
وفي دوري أبطال أوروبا تجاوز الفريق عقبة الفريق الالماني بايرن ميونخ والأهم مدربه بيب جوارديولا وتفرغ لملاقاة سيدة ايطاليا العجوز وبوفون في برلين، وفاز أبناء  لويس أنريكي باللقب  الخامس وبالرقم المفضل 3-1  محقيقين الثلاثية للمرة الثانيه في تاريخهم.
وعاد الفرح ليسكن قلوب المحبين في شهر آب- اغسطس الماضي حيث نال الفريق لقب مباراة كأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية بعد رحلة عذاب انتهت 5-4 وانقلب السحر على الساحر في نهائي متعب ولا يحبه عادة البارسا بل ان جوارديولا هو من حببهم فيه وهو نهائي  كأس السوبر الإسباني الذي انصاع هذه المرة لأتلتيك بيلباو 5-1 بمجموع لقائي الذهاب والأياب.
السؤال المهم؟
ماذا يتشرب لاعبو البارسا في النادي.. اللعب الجميل؟ الافكار الخلاقة؟ المثل العليا؟ الاخلاق الحميدة؟.. وماذا أيضا؟.
الارجح كل شيء ولا شيء، فحين ترى اللاعبين داخل الملعب وتقيس حجم البطاقات الصفراء والحمراء وتضربها في عدد المباريات التي يخوضونها تجد ان الفريق خلوق ومؤدب، اما على صعيد اللعب الجميل والفنيات والنتائج فقد باتت مسلمات لا أحد يجرؤ على مناقشتها.
وعليه فربما يكون السؤال، من هو المدرب القادم الذي سيخرجه البارسا إلى العالم ليحدث ثورة جديدة؟ يغلب ان تكون الاجابة الاولى والسريعة هي ميسي، لكن الله وحده يملك الإجابة الدائمة والمستقبلية.
ومهما تكن فان التذكير بأولويات النادي مهم لنعرف كيف ولماذا يتم انتاج ابطال لاعبين ومدربين!!.
قد يعود ذلك للعام 1899 حين تأسس النادي (من قبل لاعبين وليس صيادين او تجار مثلا) من أربعة جنسيات السويسرية والإنجليزية والألمانية والإسبانية بقيادة خوان غامبر، والذين حققوا الشعار الذي بات رمزا للثقافة الكتالونية والقومية الكتالونية، “Més que un club” والتي تعني باللغة العربية ” أكثر من مجرد نادي”.
هذا هو الشعار الذي يتحقق قولا وفعلا، ومن لا يصدق ما عليه إلا ومتابعة جيل المدربين الذين يخرجهم البارسا.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
28°
28°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية