بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
اولى خطوات البحث الواقعي لحل المشاكل تبدأ بتحديد أسس المشكلة ،وذلك من خلال اليات التفحص الاستدلالي كما يعبرون عنه في مناهج البحث العلمي ،وعدم الاكتفاء بالتصريحات والمفاوضات الاعلامية التي تصل عند البعض الى ان يأخذ موقف المحلل من الاحداث، ولعل الوضع الراهن كشف عن معطيات كثيرة بعضها وصل الى حد الخطورة على المرتكزات الاساسية لبناء العملية السياسية، فعندما يصل الامر ان يتم استغلال حرية التعبير استغلالاً في غير موضعه ،ويتم حصره لغايات سياسية تحت وقع المطالب الشعبية التي كانت ذات طابع ديمقراطي سليم اشاد به الجميع بين المشهد الحضاري للعراق الجديد، نقول: عندما يتم استغلال ذلك كاسلوب ضاغط لاغراض مصلحية فهذا امر لا يقبله عامة الشعب، فحرية بلا مسؤولية انما هي محض فوضوى ،وفي المقابل مسؤولية بلا حرية انما هي محض استبداد، فلا بد من بناء مواز يضبط ايقاع المرحلة من دون ان يؤثر على نغمية الانسجام المطلوب ،فالجميع حصر التظاهرات في خانة جهة واحدة تم تشخيصها وادت الى ما وقف عليه الشعب ،ورأى كيفية دخول المتأخرين الى قاعة البرلمان، فلا يمكن ان ينأى الجميع بنفسه عن مسرح الاحداث ،فهناك سبب ،او هناك مسببات ولابد من تشخيص الاسباب للوصول الى نتائج لا تقف عند حد التقاذف بالاتهامات ،لاسيما بعد ان جددت المرجعية الدينية العليا تحذيرها للجميع بضرورة تعديل النهج والمسار في التعامل مع الازمات التي تمر بها البلاد ،فالاتفاق على وجود شرخ اصاب مجلس النواب لا جدال فيه عندما انتقل من المشهد السياسي الى قبة البرلمان التي انشطرت الى شطرين كل شطر يرى في نفسه الشرعية ويسلبها من الاخر. وهذا لا يقف عند حد ترطيب الاجواء وتطييب الخواطر ،وانما لابد من وقفة حقيقية وجادة للتعامل مع الاحداث على وفق الرؤية الواقعية والبحث عن الحلول الحقيقية، لان هذه هي فرصة كبيرة لايصال رسالة ايجابية للشعب العراقي بان القادة قادرون على حل الازمات واذا كان هناك من أخطأ فعلى الاخرين ان يبرهنوا على صواب نهجهم وجديته وواقعيته في حل المشاكل وتجاوز العقبات والتغلب على التحديات.
