بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
شيء مفرح ان يتم تكريم جهود الأفراد الذين يحققون منجزات للوطن ، تكريما لهم وتشجيعا للآخرين لاقتداء بهم والسير على نهجهم بغض النظر عن توصيفهم في المجتمع ومن ذلك ،قرار مجلس الوزراء تكريم المنتخب الأولمبي لكرة القدم (بقطع أراضٍ سكنية مجانية بمساحة (200م2) ومنحة شهرية مقدارها 400 ألف دينار لكل منهم،
لحصولهم على المركز الثالث في بطولة كأس آسيا تحت سن (23) سنة، وتأهلهم إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس،
كل ذلك يمثل نهجا ايجابيا وهم يستحقون ، ولكن من المفترض ومن الايجابيات المكملة لتلك الخطوات ان تلتفت الدولة إلى فئات المجتمع الاخرى ومنها الكفاءات العلمية التي أفنت عمرها في خدمة الوطن وحرقت سني عمرها في سبيله وهذا واجبها تجاه وطنها ، اذ لازالت شرائح كثيرة ومهمة لم تلتفت اليها الدولة او الحكومة وهناك تجاهل كبير لها – مع الأسف الشديد – ولاسيما في العاصمة بغداد، اذ غُمطت حقوقهم.
ان المتابع للوضع العام ومثل هكذا توجهات يريد ان يقف على المعايير التي تنطلق منها المؤسسات لتثمين جهود ابناء هذا الوطن .
فهل هناك مقاييس معينة او انها تعتمد العاطفة والتأثرية ،؟ وياترى هل سيتم تطبيق هذه المعايير (التي لم يتم تحديدها ) على الجميع في مجالات الحياة المختلفة ؟
المهم من ذلك لابد ان تكون هناك مسارات عمل ثابتة تراعي جميع الفئات ، التي لاتريد تكريما وانما تريد حقوقا لها بقيت تتجاذبها الوعود والتعطيل المتعمد ، واللامبالاة وعدم الاكتراث ، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بالفئات العلمية التي لازالت تنتظر من ينصفها ويضعها في مكانها الصحيح .
ولعل الذي يحز في نفس المتابع ان من يحترم السياقات القانونية والضوابط الاجتماعية لا احد يلتفت اليه من اصحاب القرار ، ومن يحدث صخباً وضوضاء يهرع اليه المسؤول حتى لو لم يكن له حقا ؟. ومن هنا لابد من وضع مسار عمل لمتابعة جميع الفئات الاجتماعية وتلبية احتياجاتها على وفق الدستور والقانون والعدالة الاجتماعية، وايقاف تمدد من لايستحق على استحقاقات الآخرين ، وبلاشك ان المواطن مهما امتد الزمن سيحصل على حقوقه المشروعة ويأمل ان تكون منطلقة من الذي اختارهم ووضع ثقته بهم وهم جديرون بذلك .
