أصداء..السياقات والارتجالية

سياقات العمل المفضية الى نتائج يُراد لها ان تخدم المجتمع بلاشك تضع لها نهايات تصل إلى تلك الغاية ، ولكن غياب السياقات يؤدّي إلى الارتجالية والكيفية التي لايمكن ان تحقق اهدافا ستراتيجية ، وهذا مايحدث في كثير من الملفات التي تدور في فلك القراءات الانية الفاقدة لمرتكزاتها الجوهرية التي تنطلق من حاجة حقيقية تتطلب عمليا حقيقيا ومنهجيا .

ان طوال السنوات الماضية بقي المواطن يحمل آمالاً بغد جديد يحمل معه تباشير امل بتحقيق مايطمح اليه ، ولكن يقف على أعمال هدفها ظاهري اكثر منه جوهري ، بدلالة ان المستقبل القريب سيكشف مدى اهميتها في معالجة المشاكل الجوهرية . ومن هذا المنطلق من المفترض ان تكون هناك نظرة ثاقبة تنطلق من احتياجات الناس الضرورية والعمل عليها مهما كانت مدياتها الزمنية ، المهم ان يقف المواطن على بداية لتلك المشاريع العملاقة ، فهل تم إطلاق مشاريع عملاقة او مشاريع تدخل في صلب احتياجات المواطن الضرورية والملحة ولاسيما في السكن والخدمات التي في كل موسم تُثار مشاكلها ويتم إطلاق حلول إعلامية سرعان ماينتهي مفعولها بعد انتهاء عملية اطلاقها من على المنابر الإعلامية .

ان العمل الحقيقي يتم قراءته في عيون الناس ومشاهدة الواقع وليس من خلال الاجتماعات بين المسؤولين المعنيين بتقديم الخدمة ، فالمواطن قاريء حقيقي وواقعي لانه هو من يطالب بالخدمة وهو المحتاج لذلك تكون مجساته حقيقية تختلف عن مجسات المسؤول الذي يريد مايوافق رغباته ، فاذا كان كل مسؤول يرى انه انجز مهامه على اكمل وجه فمن اين هذا الضعف الواضح في الخدمات ؟!

ان غياب المتابعة تجعل كل فرد يتصرف كما شاء ويطلق للمواطن اخبارا حتى لو كانت هامشية وبسيطة جدا المهم انه يكون ضمن العمل ويدرج على كونه منحزا كبيرا ً.

الخطط المتبعة تفصح عن نتائجها من حيث صحة مقدماتها، اما تلك التي تكون عبارة عن احاديث ورغبات تصاغ في بيانات وتطلق للناس سوف يصدمها الواقع وترتد سالبا على اصحابها ، فمهمة كل مسؤول هو ادارة مؤسسته وتنفيذ الواجبات المكلف بها وتطبيق البرامج المفضية لحل مشاكل الناس ، وليس الحري وراء اقناع المواطن بان هذا المسؤول او ذاك يعمل الربع هو من يكون مصداق التطبيق والتزكية .