أصداء..تأسياً بنهج

مع حلول شهر محرم الحرام انتشرت مراسم العزاء في البلاد وأقيمت المجالس استذكاراً للمواقف البطولية للامام الحسين عليه السلام، واستحضار قيم البطولة والتضحية والفداء في سبيل الإسلام واعلاء كلمته ورفض الظلم والطغيان .

في هذه الايام سيفرض الرمز الحسيني وجوده في كل مكان ، وسيكون محور احاديث المؤمنين الذين يحيون هذه المناسبة في كل عام ، ويجددون البيعة والنصرة لابي الاحرار .

إن الامام الحسين عليه السلام ليس ذكرى سنوية عابرة انه نهج وسلوك على جميع محبيه ومواليه ان يتمسكوا بنهج وسيرة الامام الحسين ، وان الإحياء السنوي لهذه الذكرى انما هو تجديد في كل عام على التمسك بنهج اهل البيت عليهم السلام. ومبادئ الاسلام المحمدي الاصيل التي نذر الامام الحسين نفسه الزكية في سبيل الدفاع عن الإسلام والحفاظ عليه من الانحراف . وان التأسي بالنهج الانساني والإسلامي لايكون بفعاليات ظاهرية وان كانت مطلوبة ولكن بالعمل الصالح والبذل والعطاء يقوم به عامة الناس من المؤمنين بالنهج الحسيني ، في حين الخاصة من الذين تقع على عاتقهم مسؤولية خدمة الناس من حيث مناصبهم التنفيذية بغض النظر عن حجمها فتكون المسؤولية مضاعفة ، كونها تكليفاً وواجباً. وعلى كل مكلف القيام بها على اكمل وجه . وفي هذه الحالة يضع كل مسؤول حجم التضحية الكبيرة التي قدمها الامام الحسين عليه السلام في سبيل الانسان ، ويوازن مايقدمه هو في منصبه التنفيذي للمواطن ، فكل عمل من اجل الإنسان هو مبارك من الله وأهل بيته الكرام ،

ان التحديات التي مرت بها البلاد والتي فرضت على المواطن وضعا صعبا بقي يكابد فيه من اجل حياة كريمة ، هذه التحديات تتطلب من الجميع لاسيما ممن يعتلي المناصب ان يبذل كل ما بوسعه للتغلب على التحديات وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وان لايكون المنصب مغنما عند البعض ينظر إلى امتيازاته ويبتعد عن واجباته ،

اليوم الجميع ينتظر ان تقوم المؤسسات الحكومية بواجباتها وتنفذ برنامجها التي وعدت فيه المواطن بتنفيذه ومن خلاله تنفيذ مطالب الناس . التي هي في حقيقتها بسيطة لاتعدو ان تكون توفير سبل العيش الكريم والسكن الملائم، وهذه ليست كبيرة في بلد يزخر بالخيرات ، ومن هنا لابد من مضاعفة العمل والجهود باستلهام السيرة العطرة للامام الحسين “عليه السلام ” وتضحيته العظيمة من اجل الإنسان وكرامته ،