Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أصداء..ترقيعية تدميرية

مقالات ودراسات - د علي خليف - 0:58 - 21/12/2020 - عدد القراء : 3078

الملاحظ على مجريات الامور والخطوات الحكومية المتخذة في الجانب الاقتصادي تدل على عدم دراية وفهم في السياسة الاقتصادية ، بل ان القائمين على الامر في هذا الملف كأنهم بعيدون عن طبيعة المجتمع العراقي ، ويريدون  امتهانه واجاعته وتدمير معيشته ، ان المسؤول الذي لايعرف مقدار من يتقاضاه الموظف من راتب  لايمكن ان يعد موازنة . إذ ان حديث السيد وزير  المالية يوم أمس الاول في لقاء صحفي يظهر عدم معرفته بسلم الرواتب ودرجاته ، مع ازدراء واضح للشهادة العلمية ، وهجوم على الاساتذة  الذي صورهم بانهم يأخذون أعلى مخصصات من أي مسؤول ، فكم مخصصاته هو ؟ وكم مخصصات المستشارين ؟ وكم مخصصات موظفيهم ؟ هل يستكثر على الاستاذ ان يأخذ مخصصات تتناسب مع عطائه وخبرته ؟ بل لاشك لايعرف هو ذلك ، ولن يعرفه ، لانه ربما لم يعرف معاناة الحصول على أعلى شهادة تمنحها الدولة العراقية ، لان هناك من حصل عليها بالارسال والتعليم عن بعد او فخرية او بنظام يتناقض مع نظام التعليم في العراق ، لذلك لم يمنحها الاحترام ، ومن سمع حديثه وقف على استهانه حتى بقوت المواطن الفقير ، المهم من ذلك ان الحكومة فقدت أهليتها في إدارة ملفات البلد ، وتوجهت بشكل محموم نحو المواطن لتسلب قوته ، ولعل من أبرز تداعيات الاجراءات الحكومية غير المدروسة هو نخر المجتمع من الداخل ، وتقويض الاقتصاد العراقي ، ولايظن  ظان ان السعر الذي يصرف فيه الدولار سيعود الى وضعه المستقر ، بل العكس انه خطوة أولى نحو تدمير العملة والقضاء عليها ، لقد عجزت الحكومة عن ايجاد الحلول ، فهي إما تقترض أو تخفض رواتب الموظفين والمتقاعدين وإما تعوم الدولار  أو تأخر الرواتب ، وكلها حلول ترقيعية تدميرية .وبان الفشل في الاجراءات الاخيرة التي هي اجراءات لم تفعلها حتى الدول الفقيرة ، ويدعي المسؤول ان الكتل السياسية دعمته ، وهذا صحيح ولكن ليس بهذه الطريقة التي اثرت حتى على قواعدها الجماهيرية ، فهو تدعم  الاصلاح وليس التدمير ، إن محاولة رفع سعر صرف الدولار والسعي لتخفيض رواتب الموظفين محاولة مكشوفة لاشغال الناس لعدم القدرة على ايجاد الحلول ، لذلك على  الكتل السياسة ان تضع حدا لهذا التخبط والتدهور في الاقتصاد وفي بنيته التي تحاول الحكومة تقويض البناء الاقتصادي،ولعل من الطرائف التي تكشف عن عدم معرفة المسؤول بأحوال الشعب وتغريبه عنه انه يدعي انه سيحمي الطبقات الهشة بدعمها بزيادة تخصيصات شبكة الحماية ! فما  فائدة ذلك وانت رفعت سعر صرف الدولار ؟! وقطعت الحصة التموينية عنه بحيث لم تصل مفرداتها منذ اشهر ؟ اي المواد الغذائية ارتفعت اسعارها ، والاغرب ان يدعو الى التوجه الى  السوق العراقية ولايعلم ان المواد العراقية ولاسيما الخضروات اعلى سعرا من المستورد فكيف الحال وقد ارتفع سعر المستورد ؟! المهم هذه السياسة ستقود الى تدمير البلاد والعباد ولابد من إيقافها.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
26°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية