بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
التوجه العام اليوم باتجاه المعركة ضد الارهاب ، فتم تجنيد كل الطاقات وتوفير الزخم الكامل لها . ولكن لايمكن جعل معركة تحرير الفلوجة نهاية المطاف بحيث يوحي للمتلقي انه اذا تم تحريرها فان الارهاب سوف ينتهي كلياً في البلاد، وعلى الرغم من الفلوجة تمثل مركز القيادة للعصابات الارهابية ومنها تنطلق العمليات، ومنها يتم التخطيط، بمعنى ادق انها تمثل ثقلاً كبيراً عند الارهاب . فان ذلك سوف يرتب مسؤولية كبيرة لما بعد التحرير، فهناك واقع سياسي يعيش على وقع تظاهرات تطالب بالاصلاح وبالخدمات مع غياب الدور التشريعي والرقابي بعد تعطل البرلمان بسبب التصدع الذي ضرب اركانه ،وعلى الرغم من ان البرلمان قد مدد فصله التشريعي بقرار من هيئة الرئاسة من اجل اقرار القوانين المهمة واستكمال التغيير الوزاري فان نصف المدة الممتدة وهي شهر قد انتهت والى اليوم لم يعقد البرلمان جلسة شاملة تعيد الوئام الى جلساته .فالمظاهرات التي خرجت بها مطالب وهي عندما اجلت خروجها لدعم المعركة ضد الارهاب ولكي تتفرغ القوات الامنية لمحاربة الارهاب وعدم تشتيت الجهد الامني فان ذلك سيضع مسؤولية كبيرة على عاتق المسؤولين بعد ان ينجلي غبار المعركة، وينتظر الشعب تحقيق مطالبه التي لن تنفع معها التأجيلات والتبريرات مما يستدعي العمل من الآن لتحقيق المطالب وتنفيذها على الارض وجعلها واقعاً عملياً ،فيكون المسار السياسي موازياً للمسار الامني وعدم الركون للجهد الامني فقط. من حيث ان للجهد الأمني آلياته وخططه ومساراته ،وكذلك للجهد السياسي آلياته ومساراته، فلا يجوز ان ينتظر احدهما الآخر، وانما يسيران معاً نحو تحقيق النجاح المطلوب الذي لا يمكن ان يتحقق من دون العمل بروحية التكامل والتعاضد والتكافل. فالعمل في المسارين وبشكل متوازٍ يعطي دفعة قوية للمسيرة السياسية في البلاد، لان ذلك يشير الى ان القراءة المستقبلية تسير بالاتجاه الصحيح وان القادم يحمل معه تباشير الامل بنصر عراقي جديد في الميادين السياسية والامنية.
