بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
اصلاح الامور واعادتها الى مجاريها الطبيعية في مجلس النواب قبل احداث نيسان ممكن من الناحية النظرية ،اذا تم على مستوى الخطاب السياسي الذي يذهب الى التمسك بالحوار والدعوة الى توحيد الخطاب وهذا اقصى ما يصل اليه مدى الدعوات من على المنابر الاعلامية، في حين ان الواقع العملي يشير الى صعوبة تحقيق ذلك مالم ينل كل طرف شيئاً مما دعا اليه في اقل تقدير لايصال رسالة الى جمهوره بانه حقق شيئاً مما دعا اليه، وقد تصل سقوف المطالب الى مستويات قابلة للتحقيق مما يجعلها اكثر عرضة للمقبولية في ظل مرحلة تتطلب العمل بالواقعيات بعيداً عن الشعارات والحماسيات التي لم تحقق شيئاً لمطلقيها فضلاً عن الاخرين ،مع التسليم القطعي بأن هناك شرخاً وتصدعا اصاب البرلمان ولم يتم تحقيق التماسك البرلماني مالم تكن هناك تحركات تعيد الهيبة له، ليس بسبب الاقتحام وانما بسبب الشرخ الذي قسمه الى نصفين ،وهذه مسألة يجب عدم الاستهانة بها والجري وراء ما حدث من اقتحام – على فداحته – فإن ذلك لايمنع ان البرلمان لم يكن موحداً او متماسكاً قبل عملية الاقتحام، ومن هنا لابد ان تبدأ لملمة الاوراق التشريعية من الحوار البرلماني – البرلماني من اجل الخروج بنتيجة توحد المواقف وليس تجميع اكبر عدد من الارقام ،لانها قد تحصل ولكن لابد من ضابط يحدد العمل على وفق قناعة الاكثرية المؤمنة بمبادئ العمل الديمقراطي، فهناك تجاذبات تحصل في داخل العملية السياسية تقابلها مواقف متضادة داخل البرلمان وكل طرف يسير على عكس الطرف الاخر مع وجود نقاط التقاء يمكن ان تحدد المسارات وتوحد السائرين فيها بعد تحديد المنطلقات واليات العمل فالجميع مقتنع بضرورة التغيير وان الوضع لابد ان يشهد تغييراً في السلوك والمنهج يخرج من النمطية التي اعطت صورة سلبية للشارع بأن الاصلاحات عبارة عن شعار تم رفعه وبقي معلقا لم ينزل الى حيز التطبيق الفعلي على الارض وهنا تبرز الخطوة الكبرى والمتمثلة الشروع بالعمل الحقيقي لاجراء الاصلاحات التي ترضي الشعب وتحقق آماله وطموحاته بعيداً عن الصخب الاعلامي .
