Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أصداء..جهد استثنائي

مقالات ودراسات - د. علي خليف - 1:41 - 05/05/2016 - عدد القراء : 2926

لا يختلف اثنان في ان ابرز ما مرت به العملية السياسية من تحد على مستوى الملف السياسي يتمثل بانشطار البرلمان وانقسامه على قسمين، ثم جاء الحدث الاخر الذي يعد الاخطر في سلسلة مجريات الاحداث ويتمثل في اقتحام مجلس النواب من قبل متظاهرين يحسبون على جهة واحدة ،مما هدد كيان الدولة و اركانها وهيبتها كما انه ينذر بقوادم لربما ستكون اكثر خطورة اذا لم يتم استيعاب الامور وتشخيص مواطن الضعف التي ادت الى ظهور مثل هكذا تحديات، فاضعاف البرلمان وهتك حرمته امر مرفوض ،لان التعبير عن السخط والرفض يكون بطرائق حضارية وديمقراطية تستند الى آليات قانونية ودستورية وشعبية تحترم ضوابط الاداء الشعبي والاعراف المجتمعية ،وفي المقابل يجب عدم الركون الى شجب الاقتحام والتغني ببيانات اللوم والعتاب ،وانما لابد من البحث عن الاسباب والمسببات ،فالبرلمان فيه ضعف واضح بحيث لم يستطع ان يعقد جلسة قانونية تنهي مسألة التعديل الوزاري ،وخضعت لتأجيلات لم يرض بها المواطن سواء الذي خرج متظاهراً ام الذي لم يخرج، فضلاً عن انه – أي البرلمان – لم يستطع ان يوحد نفسه ازاء الملفات السياسية، فالاوضاع البرلمانية لم تعد الى ما قبل شهر نيسان الذي جرت فيه احداث الانقسام والاقتحام الا بجهد سياسي استثنائي يعمد الى احداث نوع من التوازن السياسي الذي يرضي جميع الاطراف على وفق تنازلات لمصلحة الشعب العراقي، وهذا الجهد يقع على عاتق جميع القوى السياسية ،ولعل الثقل الاكبر سيكون على التحالف الوطني بوصفه الراعي الاكبر للعملية السياسية والحاضن الكبير لها وهو من يقودها، فعليه ان يلملم اطرافه، ويوحد موقفه ،ويعضد تماسكه، ويجمع اعضاءه تحت خيمته، فالضعف الذي يصيب التحالف الوطني سوف يصيب العملية السياسية ،ومتى ما اصبح قوياً ومتماسكاً انعكس ذلك ايجاباً على العملية السياسية ،ومن هنا عليه ان يسارع الى مسك زمام الامور بقوة، وينطلق من الجماهير التي تطالبه بالكثير، وتريد الضغط عليه، لانه مرتكز العملية السياسية ،وهي ضريبة التصدي للمسؤولية ،وعليه ان يرتقي الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظل هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، فالتحديات في الملفات المختلفة والمتعددة جعلت الجميع على المحك ،وعلى القوى السياسية التي جاهدت وناضلت من اجل الشعب ان تعمل جاهدة لتحقيق امال الشعب الذي خرج متظاهراً ليس بطراً ،وانما لوجود ضعف في الكثير من الملفات ،ولعل احداث نيسان فرصة لاعادة قراءة الامور قراءة جديدة، والميل الى القراءة التي تحمل مضامين الشعب وتحقيق مطالبه، لذلك على الجميع العمل بجد وجهد جهيد لاعادة الهيبة الى جميع المؤسسات الدستورية والارتقاء الى مستوى التحديات.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
27°
33°
Wed
33°
Thu
الافتتاحية