Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أصداء..عبد المهدي القرار المحترم

مقالات ودراسات - د.علي خليف - 2:06 - 28/03/2016 - عدد القراء : 2161

ليس غريباً ان يتقدم مسؤول ما باستقالته ،ولكن الغرابة ان يكون في قمة العطاء والمنجزات ويحقق تقدماً كبيراً في مجال عمله، يشهد بذلك المنظمات الدولية بحيث استطاع ان يقدم منهجاً عملياً واقعياً في ظل ظروف عصيبة وتحديات كبيرة، راهن الاعداء على التعطيل، ولكن بفكر وقدرة استطاع ان يدير اصعب مرفق من مرافق الدولة وقطاعاتها وهو قطاع النفط ، نعم  استقال عادل عبد المهدي من منصبه كوزير للنفط  لاسباب كثيرة سطرها في رسالته الى رئيس مجلس الوزراء في العام الماضي ،واعادها في الاسبوع الماضي، وسطر بعض مضامينها في تكليفه للوكيل الاقدم بادارة الوزارة، ناهيك عن الافتتاحيات التي يكتبها في صحيفة العدالة، ان الذي يكون عن قرب من عبد المهدي يعرف جيداً انه رجل لا يعمل في مناخات المزايدات والضبابية والتجاذبات والجري السريع وراء المناصب وتغليب الحزبية على المصلحة العليا ،انه مهني بكل ما تعنيه الكلمة ،عمل على ابعاد وزارة النفط عن التجاذبات السياسية، وقد نجح نجاحاً كبيراً وحصنها من المهاترات والمناكفات والسجالات السياسية ،فاحاطها بسور آمن تعمل بصمت واعمالها اكثر من اقوالها ،وفي ظل هذا الصخب الذي وصل الى حد تعطيل المصالح العامة وللبرهنة على تغليب المصلحة العليا ونكران الذات قدم عبد المهدي استقالته، ليزيل الحرج عن الذين يقولون انهم مصلحون، وليفسح لهم المجال ليتخذوا قراراتهم بحرية.وهذه ليست المرة الاولى التي يستقيل عبد المهدي من منصب يصبح عرضة للمزايدات والتعطيل ،فهو يعمل واستقالته في جيبه في حله وترحاله ،ففي يوم الجمعة (27 آيار) عام 2011 قدم طلباً رسمياً الى الرئيس جلال طالباني يطلب فيه منه قبول استقالته من منصبه كنائب اول لرئس الجمهورية ،لعدم رضاه على ادارة الدولة وادراج موضوع نواب رئيس الجمهورية ضمن الازمة السياسية ،وعلى مضض وافق الرئيس على استقالته ،وقبلها في الذكرى السنوية لتدمير المرقدين العسكريين (ع) هدد بالاستقالة مالم تعمل الحكومة على حماية شعبها، فهو رجل مواقف مسؤولة، دائما يقف الى جانب الشعب، وليس على حسابه لذلك ليس غريبا ان
تقول رابطة ُ الشفافية في العراق( اِن قرار وزير النفط عادل عبد المهدي بالاستقالةِ من منصبه قرارٌ محترم يَتخذه رجل محترم )واكد الرابطة اَن تحرياتِها في وزارة النفط خلال فترةِ عادل عبد المهدي اظهرت اَن هذا الرجل دخلَ الوزارة بيدٍ نظيفة ويخرجُ منها الان بيدٍ نظيفة الان واضافت الشفافية اَنه من النادر اَن يخرجَ وزيرٌ وهو غيرُ متورطٍ بالفساد .غير اَن هذا الرجل الذي يستقيلُ اليوم قدّم نموذجا للتعفِف ازاء حالات ِالتشبث الوضيع والمستميت بالمناصب ومنافعِها الذي يَغلب سلوك معظم السياسيين في العراق ، وقد عد رئيس القائمة الوطنية الدكتور اياد علاوي استقالة وزير النفط عادل عبد المهدي نكسة كبيرة للعملية السياسية.وقال علاوي في بيان له امس ( من المؤسف أن تصل الأوضاع سوء الى الحد الذي يتقدم عادل عبد المهدي باستقالته من الوزارة وهذه الاستقالة بعرفي تمثل نكسة كبيرة للعملية السياسية عندما يستقيل رجل عُرف بمواقفه الوطنية ونكرانه للذات وتطلعاته التي خيّمت على تفكيره السياسي والمهني من إن شعب العراق يجب ان يحيا بكرامة وعز من خلال ديمقراطية حقيقية وتكافؤ لكل العراقيين).واضاف ان “عبد المهدي عمل معي وزيراً للمالية في الحكومة التي رأستها، وكان مثالاً للعطاء والوضوح والنزاهة والاخلاص وكما عرفته عندما كنا طلبة، وعلى طول الخط، ظل مثالاً للعطاء والوطنية والنزاهة، مشيرا الى انه” من المحزن أن يغادر الوزارة مستقيلاً، وفي ظروف مصيرية ومعقدة يشهدها العراق، فضلاً عن عكس هذه الاستقالة لصورة التخبط والفوضى التي يعيشها العراق.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
24°
34°
Sun
31°
Mon
الافتتاحية