أصداء..لم الشمل

سيأخذ الحديث عن انشطار البرلمان الى قسمين، وكل قسم يتبنى موقفاً أو رؤية عامة لمجريات الاحداث وحل المشاكل، وقطعاً ان الامور لا يمكن ان تجبر بين ليلة وضحاها، او طي صفحة الخميس الماضي والمرور عليها مرور الكرام ،فلا بد من الوقوف عندها  والتمعن فيها ملياً، ولا يمكن تفسيرها بسطحية القراءات، او قراءة مضادة يتم البناء عليها بناء على اوهام الاعتداء بالنفس ،فانقسام البرلمان مؤشر خطير اذا لم يتم تداركه والاسراع الى لم شمل الجميع تحت مظلة بيت الشعب، الذي اذا تداعت اوتاده او اصابها الضعف فان البيت -لاسمح الله- سيؤدي الى ضرر كبير او الى امور لا تحمد عقباها، الجميع يسجل ملاحظات حول العملية السياسية او البناء السياسي ولكن كل ذلك يمكن ان يخضع للمناقشات على وفق رؤية وبرنامج يجدول الملاحظات وسبل تجاوزها وتعديل ما يمكن تعديله من اجل تصحيح المسار الذي لابد ان يحترم رأي الشعب، المتبنيات السياسية والاختلافات موجودة ،ولعل ثراء العملية السياسية ونضوجها يكمن في ذلك الخلاف الذي لا يصل الى درجة الاختلاف الذي يؤدي الى القطعية ،كما لا يمكن ان تصل الامور الى فرض ارادة الامر الواقع او فرض ارادات فردية ،لان الاوضاع لا تحتمل ذلك، كما في المقابل لا يمكن القاء كل ما حدث خلف الظهر والتطويح به، وتناسيه أوتجاهله، بل لابد من مراجعته ودراسته بعمق وواقعية وجدية والاجابة على السؤال المنطقي، الى اين سائر كل طرف؟ والى اين سيتوجه البلد عند اولئك الذين يهرعون الى الازمات؟ ففي كل مرحلة هناك ازمة، او اشتداد مواقف وتقاطعات تصل الى بوادر ازمة لم يتم التعامل معها بجدية لنزع فتيلها حتى لا تصل الى ازمة تعطل مؤسسات ومرافق مهمة، وان ما حدث في البرلمان في الاسبوع الماضي انما هو ازمة حقيقية يجب تدارك امتدادها ولم شمل اطرافها ومناقشة طروحات كل طرف للوصول الى نتائج ايجابية تصب في مصلحة الجميع واعادة الهيبة الى مجلس النواب الذي تصدعت بعد احداث الاسبوع الماضي، ويأمل الشعب أن تتحقق الامال والطموحات في ظل مرحلة تتطلب التكاتف والتعاون.

blog comments powered by Disqus