أصداء..ما الذي تريده الدولة من المجتمع؟

المجتمع بكل تفرعاته البشرية المادية يخضع لكيان عام يسمى الدولة ،التي ينضوي تحتها وتعمل على تنظيم حياته العامة بقوانين تحدد واجباته والتزاماته، ومن المفترض ان الدولة لها اذرعها التنفيذية تعمل على تطبيق سياستها العامة في القطاعات المختلفة من اجل ديمومة الحياة، ويبدو ان سبب الاوضاع الخدمية والاقتصادية والتعليمية والصحية يرجع الى غياب الرؤية بحيث لا تعرف الدولة ماذا تريد من المجتمع؟ لانها لا تملك ستراتيجية أو رؤية للنهوض بالقطاعات المختلفة، فالمجتمع بوصفه تلك القطاعات التي تنهض به يعاني من غياب الرؤية والستراتيجية وهذا الذي جعل كل هذه القطاعات تعاني من الضعف والتدهور، بحيث تعمل بكيفية ومزاجية وردات الفعل، فلا يوجد نظام فكري يضع الخطط الطويلة والمتوسطة والقصيرة للنهوض بالقطاعات ،فلا توجد رؤية للاستفادة من قطاع التعليم، فليس التعليم مجرد اكثار الجامعات والمدارس والمعاهد وانما ماذا تريد الدولة من التعليم؟ وكذلك الصحة فليس الهدف اكثار المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية وانما الهدف من ذلك هوما يمكن ان تحققه تلك الكثرة والتعددية بحيث تسير بنسق متواصل ومتطور يخدم المواطن ويحقق الامال والطموحات ،فعندما تعرض البلد الى هجمة ارهابية فالارهاب انما هو فكر متطرف يحمل متبنيات هدامة ونظريات منحرفة يعمل على تطبيقها بقوة السيف وقطع الرقاب وهي جميعها متطرفة مبنية على الغاء الاخر، وهذا الفكر من المفترض ان يواجه بتثقيف المجتمع، فمتى ما كان المجتمع اكثر ثقافة وتعليماً فانه يصبح اكثر حصانة وقوة ومنعة ولكن الذي يلمسه المواطن انه  لا يوجد اهتمام بالعلوم الانسانية التي هي علوم قيادية تقود المجتمع وتبنيه على اسس متينة، فابتعد المجتمع عن لغته التي هي اساس الانطلاق نحو بناء ثقافة مجتمعية قوية فعندما تعرضت الدول الاوربية الى احتلال متبادل وهزائم متبادلة عمدوا الى الفلاسفة لمعرفة اسباب الفشل، ولماذا هذه الهزائم ،فاكدوا ان السبب في ذلك هو ضعف وتدهور مناهج التعليم ،فبدأت البناء من الاساس فتطورت هذه البلدان لانها وضعت الخطط بناء على افكار تخضع لبرنامج واهداف، لان تلك البلدان تعرف ماذا تريد من المجتمع لكي ينهض وهكذا القطاعات الاخرى،لذلك على الدولة ان تبدأ بالاصلاحات والبناء والتغيير من التعليم فهو اساس البناء ومنه الانطلاق نحو القطاعات الاخرى.

blog comments powered by Disqus