كل عمل مهما كان نوعه ومداه إذا لم يخضع لهدف وغاية يبقى يدور في فلك من الفوضى ويكون مصدر عبء على الناس ، وكل دائرة او مؤسسة تمتلك منهجا او تنطلق من اساس تشكيلها والغاية منها وتعمل في ضوء تخصصها بلاشك تحقق الغايات المرجوة و تكون مصدر خدمة للمجتمع تنمو وتتطور وتتقدم، والملاحظ ان هناك قفزات في العمل ليس لها علاقة بالتطور وانما تؤشر إرباكا في العمل وفقدان الغاية ، والمواطن يؤشر الكثير من هذه الحالات في مؤسسات الدولة ، فإصدار اجراءات وضوابط تلغي سابقتها التي لم تنته بعد ، ثم تأتي حزمة جديدة تلغي الجميع وتبدأ من جديد ، واذا كان الامر اداريا على الرغم من إرهاقه للمواطن فإنه يحمل معه تبعات مالية مضافة لما قام بها سابقا وأبرز مثال على ذلك دوائر المرور العامة ولاسيما الاجراءات الاخيرة الخاصة بأرقام السيارات وغيرها ،
اما ازالة التجاوزات على الأملاك العامة فقد تم تخطي من لاينصاع للأوامر وبقي يحتفظ يتجاوزه ، ومثل هذه الأمور تفقد الدولة هيبتها لدى المواطن الذي ينظر لتطبيق القانون من الأعلى للاسفل وليس ارضاخ المواطن البسيط له وترك الآخرين يسرحون ويمرحون ، فكيف يتم تطبيق القانون ؟ ومامديات ذلك ؟.
ان نظرة بسيطة في شوارع العاصمة سيجد الناظر ذلك الكم الهائل من غلق الطرق والاستحواذ على الاماكن العامة ولكن من دون ضابط ، وهناك اراض لم يطأها القانون ، المهم من ذلك ان تحميل المواطن اخطاء عدم تطبيق القانون يمثل ضعفا كبيرا ، وإشغاله بامور ثانوية انما هو زيادة في معانته التي ستبرز مستقبلا لان هناك من لازال مولعا بالضجيج الاعلامي من دون ان يواجه واقعا يعيشه المواطن الذي ينتظر حلولا لمشاكله الكثيرة ، تلك المشاكل التي يهرب منها المسؤول الذي لايريد ان يواجهها لعدم قدرته على حلها ،
ان مما لاشك فيه ان كل عمل مهما كان حجمه يصب في صالح الناس موضع احترام وتقدير ولكن مسارات العمل لابد ان تكون واضحة نحو اهدافها ، وليس وقتية سرعان ما ينتبه الجميع انها لم تكن ضمن المعالجات الحقيقية ويعاد انتاج خطاب الاعذار والتسويغ .
فسنوات مرت طويلة ولازالت ملفات مهمة تدور في فلك المناشدات والوعود والخطط التي تعاد في كل عام ، وكل ذلك المواطن ينتظرها ان تنزل إلى واقع عملي يقطف ثماره
لينهي سنوات من المطالبات المستمرة التي لم تجد صدى لها ، وبغض النظر عن مديات تلك المطالبات المتكررة فإن عدم قراءتها ومتابعاتها ستراكم المشاكل وستضطر المواطن لعدم الاستماع لمسوغات قديمة لم تعد تلائم الواقع الحالي الذي بلاشك لايجود بمسوغات جديدة .