Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

قفص

قفص
ادب وثقافة - فاطمة ناعوت - 2:10 - 04/04/2016 - عدد القراء : 2196

ركضتُ صوبَه
ولّما هممتُ بالقفصِ من جديد
لأفتَحه
لم أجدْه.
القفصُ الموصدُ
غليظُ القضبانْ
لم يعد حول جناحيّ عصفوري
إنما
حولَ قلبِه.
عند حُمرةِ الشَّفَقِ الحزينْ
كانَ عصفورٌ
يئِنُّ في قفصٍ
أنينَ المواتِ
والحَزَنْ.
سَجّانةٌ
حسناءُ
من جبالِ البربرْ
قصّت ريشَه
لتحشو وسادتَها
استلّتْ من حُنجرتِه
وترًا
جعلتْه خيطًا لأسنانِها
ثم سجنتْ نصفَ أبكمَ
في قفصٍ
وجلستْ عند شاطئ النهرِ
تُدخّن الغليونَ
وتُغنّي.
سمِعتُ أنينَه المهزومَ
يجوبُ سماءَ طِيبةَ
فسافرتُ
وسافرتُ
عبرتُ الجبالَ والبحارَ
وقطعتُ البراريَ
ومزّقتُ الصحارَىَ
ولما دنوتُ من إسارِه
ابتسمَ
في وهنٍ
وهمَّ بالغناءْ
رغم بُكمِ الوترِ الناقصِ.
فتحتُ الصندوقَ
كسّرتُ الأغلالَ حول مِعصميه
ثم علّمتُه الطيرَ
فطارَ للبعيدْ
باحثًا عن سَجّانتِه
وعن قفصِ الفولاذْ الذي
ألقيتُه وُسْعَ ذراعي
إلى حيثُ
قاعِ المحيط.
وقفَ فوق رابيةٍ
تُطِلُّ على صفحةِ الماءْ
تلفّتَ مناديًا:
«أيتها السجّانةُ
التي ذبحتْني
ها هو أنا ذا
جِئتُكِ
خانعًا
طائعًا
فتعاليْ!»
فلمّا لم تُجبْه
بمِنقارِه المكسورْ
انتشلَ قفصَه
طأطأ رأسَه
خفيضًا
خاضِعًا
ثم ضمَّ جناحيه
ودخلْ.
ركضتُ صوبَه
ولّما هممتُ بالقفصِ من جديد
لأفتَحه
لم أجدْه.
القفصُ الموصدُ
غليظُ القضبانْ
لم يعد حول جناحيّ عصفوري
إنما
حولَ قلبِه.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
25°
36°
Fri
37°
Sat
الافتتاحية