اصداء..التخطيط السليم

مطالب الشعب حملت مساراً واضحاً ومحدداً، تتمثل بالخدمات، ومحاربة المفسدين، واسترداد الاموال المنهوبة وكان من المفترض العمل في هذه الاتجاهات ووضع الخطط والمعالجات والعمل الفوري، حتى يرى المواطن العمل ويراقب الاداء ويشارك في الحملة الخدمية وحملة مكافحة الفساد ولكن بقي ينتظر الاجراءات من دون ان يرى تحركاً ميدانياً يشعره ان حركة الاصلاحات بدأت بالملف الخدمي فلا يضره عدد الكابينة الوزارية وانما يريد نتاجاً وعملاً مثمراً لكل وزارة، ولا يهمه عدد الاشخاص والمسؤولين اذا كان يعمل كل واحد يعمل ضمن خطط واسس مهنية، فلا يجوز اشغال الرأي العام بمسائل قد تربك الملفات وتجعلها متداخلة وتفقد كل خطوة اصلاحية غرضها وهدفها. فدخل الشتاء وأحدث ما أحدثه من كوارث وفيضانات فتعطلت المصالح العامة مما اعطى فرصة ذهبية لمن يطالب بمحاربة الفساد، فقد كشفت المياه عن حجم الفساد في الملف الخدمي، فعادت التصريحات نفسها والمسوغات نفسها، فما اشبه اليوم بالبارحة. وكأن الأمر يحدث لاول مرة، ويحاول المسؤولون ان يوهموا الناس ان المياه اوسع من طاقة تصريفها، مع ان العام الماضي كانت بالحجم نفسه، وليراجع من يريد التثبيت، فالمشكلة ليست في تصريف المياه لانه سيتم تصريفها عاجلاً أم آجلاً، ولكن المشكلة هل تم وضع الخطط لتلافي مثل هكذا مشاكل؟ واذا انتهى فصل الشتاء الحالي بكل تداعياته المرة على المواطن، فهل تم وضع الخطط للعام المقبل؟ فلماذا عندما يأتي الصيف يكون نقمة على المواطن، وعندما يأتي الشتاء تزداد نقمته، فلا برد الشتاء يضيف برودة على القلوب، ولا حر الصيف يذيب جليد همومه. ثم هل تم وضع الخطط لحل مشاكل الصيف المقبل؟ فالمواطن يسجل استغرابه بان الزمن مهما طال سيجمعه مع المسؤول. وتتبارى الوعود وتتلاطم، لذلك يجب ان يكون التخطيط هو الاساس لكل اصلاح، والعمل ضمن خطة مدروسة وشمولية وليس الهروب بالمشاكل الى الامام، واللجوء الى المواطن والحلقات الضعيفة، فهو يريد خدمات وليس اقتطاع رواتبه او التغني بمشروح للاوضاع، وتعليق السلبيات على شماعات مختلفة. وبلا شك ان التخطيط السليم سيعطي النتائج السليمة والمثمرة.

blog comments powered by Disqus