بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
عندما خرج الشعب في مظاهرات واسعة ، واستمرت اسبوعيا ، ولازالت مستمرة ،فانه طالب بالخدمات والقضاء على الفساد ، وسيبقى مطلبه هذا حتى يتحقق ،ولكنه الى اليوم لم ير اصلاحا حقيقيا يلامس مطالبه ، فهناك فرق كبير بين الاصلاحات والتقشف ، وكل ماقامت به الحكومة هو اجراءات تقشفية ، لحل ازمة تواجهها ، في حين بقيت مطالب المواطنين قيد
التصريحات ، فلم تكن هناك رؤية واضحة لحل مشاكل المواطنين ، والاعجب ان المواطن تلقى ضربة قوية في اجراء اثار جدلا كبيرا وهو مايسمى بسلم الرواتب الجديد ،الذي طال المواطن في قوته ، ومهما يكن من امر فاين الخدمات ، وقد جاء الشتاء ليفضح الفاسدين ،وليدلل على المواضع التي تم نهب اموال الشعب من خلالها ، وسوف ياتي الصيف القادم ويواجه المواطن المشاكل الخدمية نفسها ،وبعده الشتاء والمشاكل نفسها ، ويبقى تغرقه امطار الشتاء ،وتلسعه حرارة الصيف ، وترهقه منصات التصريحات ، فعندما تكون هناك نية لاصلاحات فلابد ان تكون حقيقية ،ومستندة الى القانون والدستور ،ومشاركة جميع الاطراف حتى تكون اكثر نضجا وشمولية في منفعتها للمواطن ، فالجميع له قواعده الجماهيرية ،وهي تنظر له لكي يحل مشاكلها ،ولاتسمح له بان يقف صامتا ،بل توجه له اللوم والنقد ،ومن حقه ان يساهم بالرأي والمشورة ،لتحقيق التعاون والتكاتف ، فالتعاون والتشاور يعطي لكل خطوة رصانة في التقدم وبعدا في المقبولية وشمولية في الانتفاع الشعبي منها ،اما اهمال الشركاء فهذا لا يخدم العمل المشترك، ويجعل الافكار تسير في اتجاه لايخدم البلد ويثير مشاكل ، بدلالة سلم الرواتب الجديد ،الذي اثار موجة من الانتقادات ، والغضب الشعبي والبرلماني ، وفيه تجاوز لكثير من القوانين التي صادق عليها البرلمان ، فلو تم الرجوع الى الشركاء في كل خطوة لكانت فائدتها اعم واشمل ،، فعندما يتوفر الانسجام تأتي القوة العملية لتكون مصداقا لذلك الاشتراك في كل شيء الذي سيفضي الى تحمل المسؤولية ،فعندما تكون المسؤولية تضامنية تكون في الرأي والمشورة والعمل، ،وعملية الاصلاح مهمة في كل خطواتها ويجدر بالجميع العمل بروحية الفريق القوي المنسجم الذي يمكن ان يحقق نتائج كبيرة في جميع المجالات ،وهذا هو السبيل الوحيد لخلق رؤية اصلاحية شاملة من دون انتقائية او انشطارية او انعزالية، فالشعب يتجاذب مع كل خطوة اصلاحية ،ولكن في الوقت نفسه يريدها تنعكس ايجابا عليه وليس تحميله اخطاء مراحل ليس له دخل فيها او تحميله سلبيات منهج واليات عمل خاطئة ،لذلك فمن يقرأ الواقع الشعبي سيعطي حلولا تتفاعل معها الجماهير وتقف خلفها، اما ان يتم جعل الجماهير في المقدمة ويتمترس خلفها المسؤول فهذا ما لايمكن ان يتجاذب معه الشعب الذي يريد عملا ميدانيا وخطوات تصب في توفير البيئة الصالحة له، وليس ترنيمات خطابية تعطي تضادا في العمل والقول والمنهج والخطاب في ظل مرحلة تتطلب انعكاس القول على العمل واعطاء نتائج ملموسة للمواطن ،ومن هنا اكدت المرجعية الدينية العليا على ضرورة ان تكون الخطوات الاصلاحية بمشاورة ومشاركة الجميع لانهم جميعا يتحملون المسؤولية وهذا ما اكد عليه سماحة السيد عمار الحكيم الذي طالب ان تكون الاصلاحات جذرية وحقيقية وواقعية وقانونية ودستورية وتلبي طموحات المواطنين وتوفر لهم الحياة الرغيدة.
