بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
قدمت وزارة المالية مسودة الموازنة العامة للبلاد للعام المقبل الى مجلس الوزراء لمناقشتها وانضاجها وتبوبيها وترصين فقراتها. وبغض النظر عن سعر برميل النفط المتوقع وكمية النفط المصدر، فان وضع موازنة تراعي الظروف التي تمر بها البلاد ومتطلبات الاوضاع امر في غاية الضرورة، وبناء اسس واقعية وليس امنيات او الرجم بمتاهات ما ستجود به الايام لاسيمّا انها تأتي في خضم مرحلة الاصلاحات ومطالبات جماهيرية بتوفير الخدمات ،ومع ان الموازنة جاءت محملة بابواب قد ترهق كاهل المواطن من دون توفير حماية له من مثل فرض الضرائب ولاسيمّا تطبيق التعرفة الكمركية فان اجراءات دعم الموازنة ضرورية، ولكن ليس على حساب المواطن ،فكم مرة تم تطبيق التعرفة الكمركية على جانب واحد وسرعان ما تم تعليقه بعد ان تضرر المواطن بسبب عدم توفير بيئة صالحة للتطبيق، مما يتطلب بناء اسس الموازنة على ثوابت لا يمكن تغييرها طوال السنة ،ومنها يمكن الانتقال الى المتغيرات التي يحتم ان لا تكون مؤثرة في تلك الاسس، لكي تكون المناورة فيها، ولعل من الملفت في الموازنة العامة الدعوة الى الجهات المعنية بجابية الضرائب لقاء الخدمات المقدمة للمواطنين ولاسيمّا الماء والكهرباء والى غير ذلك وهذا امر ضروري ولكن هل فعلاً ان الوزارات او الجهات المعنية قد وفرت الخدمة التي على اساسها يمكن دفع الضرائب ؟وهل تم تجاهل ان المظاهرات ما خرجت الا لسوء الخدمة في هذين الملفين. كما ان الموازنة خصصت مبالغ للوزارات وجاء كالعادة قطاع التعليم والصحة في المؤخرة ولم يخصص لهما سوى مبالغ زهيدة لا تتناسب مع ما يضطلعان به من خدمة خطيرة وكبيرة ،علما ان المرجعية الدينية العليا قد اكدت ضرورة النهوض بقطاعي التربية والتعليم ،يضاف الى ذلك ان الدستور الزم الحكومة بتوفير الدعم لقطاعي الصحة والتعليم ومهما يكن من امر ابواب الموازنة التي ستخضع بلا شك للمناقشة المستفيضة فان بناءها على اسس ثابتة وواقعية سيعطي للبلد موازنة متينة ورصينة وهذا غير بعيد عن انظار وافكار المعنيين الذين يعلمون جيداً بالتحديات التي تواجه البلاد ويحسب للقائمين ان الموازنة العامة التي تم تقديمها جاءت بوقت مبكرويأمل المواطن ان يتم اقرارها مبكراً.
