بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بعد سقوط النظام المباد، فتح العراقيون آفاق بناء العراق الجديد على وفق أسس دستورية وقانونية، تضمن الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن يعيش على ارض البلد، وقد واجهت البناء الجديد تحديات كبرى ،ولعل في مقدمتها الارهاب الذي حمل معه مشروع الموت والتكفير والغاء الاخر بهجمة بربرية مسعورة محملة بالحقد ضد الشعب العراقي ،وقدم الشعب التضحيات الجسام في سبيل ارساء معالم عراق جديد ،غير ان الاعداء استمروا في حقدهم واستخدموا ابشع الوسائل لتدمير الانسان العراقي والوطن وتقويض البناء الجديد، فجاءت عصابات داعش لتشكل لوناً جديداً قديماً من الارهاب الدموي فاحتل مساحات من البلاد ،وبغض النظر عن العوامل التي ساعدته في احتلال تلك المناطق، فإنه جوبه برد عنيف احبط مخططاته الاجرامية بفعل الفتوى التاريخية الخالدة للمرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي الذي انبثق عنها الحشد الشعبي البطل الذي سطر اروع صفحات البطولة والتضحية حتى استطاع ان يغير أوهام الاعداء بعد ان جردهم من كل الوان الاقنعة التي تقنعوا بها ،في خضم كل ذلك واجه البلد تحديات اقتصادية متمثلة بانخفاض اسعار النفط الذي يشكل عصب الموازنة العامة للبلاد مما ادى الى تأثير ذلك في الخدمات المقدمة للمواطنين وكان من المفترض على الحكومة ان تعمل جاهدة للبحث عن اساليب ووسائل وموارد اخرى لدعم الموازنة ،لان مهمة من يتصدى هي ايجاد الحلول وان لا يكون الحل من جهة هي من تنتظر ان يمد لها المسؤول يد العون فهناك وسائل كثيرة توفر سيولة نقدية وكل ما في الامر تفعيلها باطر صحيحة وقانونية ولعل الضجة الكبيرة التي اثيرت حول سلّم الرواتب الجديد مفادها انه جاء باجراءات وتسلسلات عجيبة حتى يخيل للناس ان من وضعه في واد والشعب في واد اخر ،فهل يعقل ان يمنح شخص 20 الف دينار وهو من الدرجة العاشرة ويستقطع منه 150 الف دينار؟ ومن يدعي انه لم يمس الراتب وانما المخصصات فهو واهم وكأنه لا يعلم به، فقد طال الراتب الاسمي والمخصصات لدرجات لم تأت اعتباطاً وانما من عرق السنين فكل خمس سنوات يتم ترفيع الموظف درجة فهل يجوز شطبها في ثانية واحدة ورفع من ليس له خدمة؟! فهل يعلم ذلك المشرع؟ وان كل سنة خدمة تضاف 10 الاف دينار للموظف في حين انه الغاها والغى سني الخدمة! ومهما يكن من امر فلابد من قراءة الاصلاح قراءة نابعة من الواقع العراقي حتى يكون هناك دعم شعبي كبير، فالقاعدة الشعبية مهمة لانجاح عملية الاصلاح لان العملية السياسية برمتها قائمة على اختيار الشعب لممثليه ومن هنا فعملية الاصلاح باركانها التشريعية والتنفيذية والقضائية وفي مقدمة ذلك التأييد الشعبي الذي سيعطي قوة لكل خطوة اصلاحية ويعبد مسيرة الاصلاح بالنجاح.
