مقاييس النجاح والتقدم تكون مستندة الى جملة من الامور، لعل في مقدمتها معرفة الهدف ووضع الآليات والوسائل التي من خلالها الوصول الى تحقيقه، كما يجب ان تكون الخطط الموضوعة واقعية بحيث تكون قابلة للتطبيق على الارض ،وضمن مدد زمنية معلومة تأخذ بنظر الاعتبار التحديات التي يمكن ان تواجه الخطط اثناء التنفيذ ،اما اتخام الشارع بسيل من الخطب والتصريحات التي يصل بعضها الى التضارب والتقاطع فان مثل ذلك يشكل جانبا سلبياً سيؤدي تراكمه الى منحنيات خطيرة يصعب تجاوزها او تخطيها لاسيما ان البلد يواجه تحديات كبرى تتطلب النظر الى الامور بواقعية بعيداً عن الخطب والمناورات الكلامية ،فهناك طروحات واجراءات تحمل الفردية لدى الشارع بحيث انها تركز على الهوامش وتترك المتون وتهرع الى الضعيف وتترك القوي وتفرغ ما مدخر من الاموال وتنظر الى الذي ستدره الايام وتترك من نهب الاموال او استرجاع مديونية او اتخاذ اجراءات تجبي الاموال، كل ذلك لابد ان يتم دراسته بعيدا عن الشعاراتية والريبة والشك فلا بد من ان يجتمع الجميع على كلمة سواء من خلال المشاورة والمذاكرة والمباشرة والمفاتشة لجميع الخطوات لكي تؤدي كل كتلة دورها وكل سلطة دورها في تنفيذ ما يطمح اليه الشارع الذي حملها الامانة ،فلا يجوز حصر الدعم الشعبي بفرد واحد وانما جاء الدعم لجميع من تسلم المسؤولية لقيادة البلد في السلطات الثلاث والكتل السياسية لكي تؤدي دورها في تحقيق الاصلاح ومحاربة الفساد فمادام الجميع قد شارك في الحكومة فهو معني بالاصلاح لذلك يجب ان تكون خطوات الاصلاح الى جانب كونها حقيقية وجدية ان تكون بمشاركة الجميع كما اشارت الى ذلك المرجعية الرشيدة وان تكون موافقة للقانون والدستور.