Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

اضواء…. أدوار متبادلة

مقالات ودراسات - 2:03 - 15/07/2020 - عدد القراء : 1590

د. علي خليف

 قد يتوجه النقد الى مؤسسات الدولة التي لاتقدم خدمة للمواطن ، أو لم تقم بواجبها تجاهه ، ولكن في المقابل المواطن نفسه مسؤول عن أمور كثيرة لو التزم بها لتحققت الفائدة على الجميع ،فليس كل الأمور أخذ من دون عطاء ، ولايمكن لاي وطن أن يبقى واهبا الى الأبد من دون أن يأخذ ، أو من دون أن يعطي له ابناؤه ، فالعطاء بحسب المواقع في العمل وفي المجتمع ، وفلسفة قيام الدول ، وبناء المجتمعات ، وتأسيس مؤسسات ، وتشكيل حكومات ، هو لادارة شؤون المجتمع ، وعندما ينتخب الشعب ممثليه ،فانه يخولهم ادارة شؤون البلد من أجل حياة حرة كريمة ، فهل حصل المواطن على حقوقه التي منحتها القوانين المستمدة من دستور وضعه الشعب ، وقدم التضحيات في سبيل التصويت عليه ؟ وهل من خوله الشعب حصل على امتيازات خاصة به ،وأهمل أو تجاهل حقوق الشعب ؟ ولماذا هذه التظاهرات  الخدمية ، والانتقادات الكثيرة للأداء الحكومي؟ ومهما كانت الأوصاف التي تطلق عليها ، فهل أخذ المواطن حقوقه بحيث يمكن تجريد الشعارات من مضامينها ؟ بحيث أن كل مواطن أخذ أغلب حقوقه التي أقرها الدستور ، أسئلة كثيرة ، وهناك اجابات، وهناك تساؤلات مقابلة ، أين وصلت الامور في كثير من المواضيع ؟ لايمكن اختزال تجربة كاملة بملف هنا ـوملف هناك ، انها مجموعة متراكمة من الايجابيات والسلبيات ، بحث تداخلت المواضيع ، ودائما يبرز الجاني السلبي ، ، لا أحد ينكر أن هناك خللا في جوانب ليست بالقليلة في المجال العملي والفني ، ولكن منظومة المجتمع هل هي بعيدة عن تلك التداعيات ، فهل هي ضحية لسياسات خاطئة ، أو أن المنظومة اسهمت في الاعتلال ، فالمواطن هو مجموع المجتمع ، فهو من يختار شكل ونوع الحكم الذي يريد ، فلا يلقي ضعف اختياراته على الاخرين ، فهل أدى المواطن دوره في بناء المجتمع ؟، فهو يطالب بمحاربة الفساد ، فهل حاربه هو بما يحتله من موقع في المجتمع ؟ وهو يطالب بالخدمات، فهل أسهم في ذلك من خلال دفع أجور تلك الخدمات مهما كان نوعها وحجمها ، ؟ فلا يجوز المطالبة بالأخذ الدائمي من دون الوفاء بالالتزامات تجاه المجتمع ، فالعمل برمته منظومة متكاملة تتألف من المجتمع ومؤسسات الدولة ، وكل فرد يؤدي دوره بحسب ما يزاوله من عمل ، المهم حقوق مقابل التزامات وهذه هي فلسفة الحياة في أي مجتمع يريد أن يبني ويستمر ، فلابد من التكاتف والتعاون ، ولكن المسؤولية الكبرى على المؤسسات الحكومية ، وبعد ذلك يجب على المواطن اداء دوره في البناء والتوجيه والعمل ، في أقل تقدير يؤدي ماعليه من واجبات

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
21°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية