اتخذت الموظفة في القطاع الحكومي هالة مرتضى (37 عاما) تدابير مختلفة لإدارة الوقت مع بدء العام الدراسي الجديد، خصوصا مع كثرة مسؤولياتها سواء في عملها الذي يبدأ في الثامنة صباحا وينتهي في الثالثة ظهرا، ومتابعة شؤون أبنائها المدرسية ومتطلباتهم، إلى جانب مهام المنزل المتعددة.(هالة) أم لأربعة أبناء بأعمار متفاوتة، البكر لديها في الصف الرابع إعدادي، تقول “أحضر ملابسي وملابس المدرسة لأولادي في الليل، حتى لا يصرخ أحدهم باحثا مثلا عن قميصه صباحا، كما أحثهم على تحضير حقيبتهم وتلميع أحذيتهم قبل النوم”. تضيف، “استيقظ عند السادسة صباحا لأجهز طعام الغداء، لنتمكن من تناوله حين عودتنا للمنزل، وعندما يصحو أبنائي عليهم ترتيب غرفهم، كما أقسم المهام المنزلية على زوجي وأبنائي بشكل اسبوعي كتنظيف الأطباق وإزالة الغبار وغيرها”.وهالة هي واحدة من الأمهات اللواتي استطعن خلق توازن بين حياتها العملية والأسرية بسبب تعاون أسرتها في تقسيم مهام العمل فيما بينهم، وهو الأمر الذي سهل ولو قليلا على حياتها، بيد أن الحال مختلف تماما لدى زينب الأم التي تعمل في القطاع الخاص، فهي لديها ثلاثة ابناء لكن ايا منهم لا يساعدها في الأعمال المنزلية فتجد نفسها لا تستطيع ضبط وقتها بالشكل الأمثل، وخصوصا مع بدء الدوام المدرسي، فلا وقت محددا للطعام لدى أسرتها، أو النوم، أو القيام بالأعمال المنزلية، وعليه لا تشعر بأن لديها وقتا للراحة مطلقا.تقول “لا يفضل أولادي تناول الطعام لدى عودتهم من المدرسة، وعليه أعد الوجبة الرئيسية مساء نزولا عند رغبتهم في انتظار والدهم والجلوس معه على مائدة واحدة” وهذه الرغبة تجعلهم ينامون متأخرين ما يجعلهم يجدون صعوبة في الاستيقاظ باكرا.وتقر زينب انها عاجزة عن تنظيم وقتها وتشعر في اغلب الاوقات أنها منهكة وأن مهامها لا تنتهي ابدا. ويرى أبو زياد أن تعاون الأسرة هو ما جعل زوجته العاملة تشعر ولو بنوع من الراحة ويقول، “لدينا خمسة أولاد، وعليه لا بد من تنظيم الوقت وإدارته جيدا، خصوصا مع بدء العام الدراسي الجديد، فمنذ عدة سنوات خططت وزوجتي بأن تكون هناك أوقات محددة لتناول الطعام، ومراجعة الدروس، والراحة والنوم، وقد اعتاد أبناؤنا على هذا النظام، ولا يستطيعون تجاهله أو نسيانه، فكل منا يعلم ايجابياته”.يضيف، “إدارة الوقت تتطلب تعاونا من كافة أفراد الأسرة، فالأم وحدها لا تنجح دون مساندة الأب وحزمه، والطفل كما تربيه ينشأ ويكبر، فكيف سيرفض أمرا ما اعتاد عليه منذ الصغر”.وتذكر التربوية كوثرالوكيل عدة نصائح مع بدء العام الدراسي الجديد هي، أولا يجب اﻻهتمام بصحة كل فرد بالعائلة لأن التخطيط بحاجة إلى قوة جسدية ومعنوية ونفسية وارادة وتحد لتذليل الصعاب، كما أن إدارة الوقت مهمة جدا للمرأة العاملة وعليها اﻻبتعاد عن أي مستهلك للوقت وخاصة الهواتف والتحدث باسهاب عبرها فيجب اختصار أي مستنزف للوقت، توزيع المهام على الجميع وتدريب افراد العائلة على القيام ببعض من واجباتهم حتى ولو كان مستوى الإنجاز متدنيا ودون رضى الأم عنه. وأيضا اﻻبتعاد عن اثارة النزاع والمشاكل ﻻنها تنفر افراد العائلة وتذهب بجهودهم سدى ، وان تسرع في انجاز بعض المهام وتؤجل مايحتاج الى وقت افضل وهي لديها متسع من الوقت، التركيز على إنجاز ما له علاقة بالعائلة حتى ﻻ يتأثر اﻻفراد بذلك مثل الغداء والغسيل والتدريس، واﻻختصار من المناسبات اﻻجتماعية وتحجيمها وعدم التوسع بها على حساب جهدها الجسدي وطاقاتها، اعطاء نفسها فرصة للراحة واﻻسترخاء حتى ﻻ تشعر بالملل، اﻻبتعاد عن الصراخ وتوتير الآخرين.وعلى الأم كذلك الحرص على اخذ قسط من الراحة، اﻻستعانة بعاملة منزل أو بعض اﻻطباق الجاهزة لتقليل الوقت المستهلك عليها وتوفيره لمواقع افضل، محاولة الحرص على التنظيم وتدريب اﻻفراد على اﻻعتماد على النفس وعدم حرص الأم أن تكون محور كل عمل في المنزل، ازالة أي اشياء معيقة في المنزل والتخلص منها ﻻنها تضيع جهدا في البحث عن اﻻشياء بينها. أما بالنسبة لمساعدة الزوج في ذلك تقول “يعتمد على نوعية الزوج والتفاهم على مصلحة العائلة وتوزيع الأعمال بينهما، وعدم اﻻستخفاف بما يقدم من جهد من قبله وعدم تنحيته عن المسؤوليات. إلى ذلك، توزيع المهام على اﻻبناء وفقا لقدراتهم وتشجيعهم على تحمل المسؤولية وترتيب اغراضهم وتكليفهم بما يتناسب ورغباتهم حتى تشجعهم على اﻻنجاز ولكن تختار وقتا مناسبا بعيدا عن اﻻجهاد أو متابعة برنامج يحبونه، إلى جانب ضبط استخدام الهواتف المستنزفة للوقت.