أعلنت وزارة الثقافة المصرية، افتتاح متحف الخزف الإسلامي للجمهور، اعتباراً من منتصف تشرين الثاني المقبل، بعد فترة إغلاق استمرت نحو خمسة عشر عاماً، خضع خلالها المتحف لعملية تطوير شاملة.ويضم المتحف مجموعة منتقاه من روائع الخزف المصنوع على الطرز الإسلامية، ويحتل طابقين من قصر الأمير عمرو إبراهيم، الذي يعد واحداً من أجمل القصور التاريخية في مصر؛ إذ يرجع تاريخ تشييده إلى السنوات الأخيرة من الربع الأول للقرن العشرين، ويجمع في بنائه بين عدة طرز معمارية، بدأ من الطراز المعماري الذي كان سائداً في المغرب العربي خلال تلك الفترة، إلى جانب الطرازين التركي والأندلسي، مع تأثر واضح بنهج الطرز الكلاسيكية في العمارة الأوروبية. تتوسط القاعة الرئيسية للمتحف، ردهة القصر التي تتصدرها نافورة من الرخام الملون، وتتميز القاعة بقبة فخمة، تضم مجموعة رائعة من النوافذ المحلاة بالزجاج الملون المؤلف بالجص، حيث تصطف على مدار المحيط الدائري للقبة التى تعلو البهو، فوق الطابقين الأرضي والأول للقصر الذي يحفل بعشرات من النوافذ المزينة بالزجاج المعشق بالجص، إضافة إلى العناصر المعمارية الأخري التي تجمع بين أعمال الخرط العربي، وهو ما يتجلى في الأسقف والحوائط المحلاة بالزخارف والمقرنصـــــات الجصيــــــة، المملوءة بالعناصر الزخرفية النباتية والهندسية فـي تشكيلات متداخلة. يمتد قصر الأمير عمرو، على مساحة تصل إلى 774 متراً مربعاً، وتحيط به حديقة غناء تزيد مساحتها على خمسة وثلاثين متراً مربعاً، تحفل بعشرات من الأشجار ونباتات الزينة، وهي أول ما يستقبل الزائر للمتحف الذي يضم نحو 315 قطعة من الخزف، ترجع إلى عصور إسلامية، من أبرزها القاعة المخصصة لمقتنيات العصر الفاطمي، وتقع على الجانب الأيمن من باب المتحف، وتأخذ شكلاً هندسياً عبارة عن مستطيل، مدخلها على شكل صينية نصف دائرية، وقد زينت جدران القاعة حتى المنتصف ببلاطات على الطراز التركي، باللون الأزرق والأبيض والأحمر الطوبي، بينما زين سقف القاعة بزخارف نباتية متداخلة، تتوسطها زخرفة الطبق النجمي، وبداخلها اسم الأمير عمرو إبراهيم صاحب القصر، فيما يتكرر على الحائط عبارة «لا غالب إلا الله» التي تمثل شعار دولة بنى الأحمر في غرناطة بالأندلس.وتضم القاعة الفاطمية 74 قطعة فنية، تتنوع ما بين أطباق وصحون وقوارير نفط، وشبابيك قلل وأختام وقدور، ولا ينافس مقتنيات تلك القاعة، سوي مقتنيات قاعة الطراز التركي، التي تقع على الجانب الأيسر من باب المتحف، وتأخذ شكلاً هندسياً عبارة عن مستطيل.وتحتوى على 12 فترينة عرض مختلفة الأحجام، إضافة إلى فترينة واحدة كبيرة تتوسط القاعة، وتحتوى القاعة على 96 قطعة فنية أثرية تنتمي إلى العصر التركي، تتنوع في أشكالها ما بين أطباق وصحون وسلاطين وأباريق، وأكواب وقدور وقماقم وفناجين وبلاطات خزفية، وقوام الزخرفة في هذه المقتنيات هو الزخارف النباتية بأشكالها المتعددة والزخارف الحيوانية. وتشمل قاعة الطراز المصري المملوكي، مقتنيات من العصر الأيوبي والعثماني والأموي، وتحتوي على بعض القطع الأثرية التي انتجت في مصر على مر العصور الإسلامية، وتضم القاعة ست فتارين مختلفة الأحجام، تعرض 39 قطعة أثرية، تتنوع ما بين شمعدانات وأطباق وسلاطين وبلاطات ومشكاوات وشبابيك قلل.