قالَ وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ان تركيا اذا اصرت على عدم الانسحاب من العراق فان الخيار مفتوح امام الشعب والحكومة العراقية، مؤكدا ان العراق متمسك بالطرق السلمية لكن إذا “أصر الطرف المقابل فالمقاومة مشروعة”. واضاف الجعفري في مقابلة مع رويترز إن العراق يرفض الحرب “لكن إذا أصر الطرف المقابل فالخيار مفتوح”. وأكد الجعفري ان “العراق متمسك بالطرق السلمية وليس لدينا نيّة أن نمضي في طريق التصعيد، لكن إذا أصر الطرف المقابل فالخيار مفتوح. المقاومة مشروعة عندما تنتهك سيادتك”. وكانت جامعة الدول العربية قد طالبت تركيا بسحب قواتها من شمال العراق من دون قيد أو شرط بعدما اشتكى العراق لمجلس الأمن الدولي من الانتهاك التركي لأراضيه. وحثّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان على “نزع فتيل التوتر” مع العراق بمواصلة سحب القوات التركية. وسحبت أنقرة بعضاً من هذه القوات الأسبوع الماضي إلى قاعدة أخرى داخل إقليم كردستان العراق لكن العراق يصر على ضرورة سحب القوات من كامل الأراضي العراقية. واتهم الجعفري تركيا “بالالتفاف” على مطلب سحب القوات بإعادة نشرها في مناطق أخرى.
وقال “حتى الآن لا يوجد تجاوب من تركيا للمطلب العراقي بسحب القوات بل هناك التفاف بالقول إنهم سيعيدون انتشار القوات، ما الذي يعنيه نقل القوات من مكان بالعراق إلى مكان آخر بالعراق؟ السيادة واحدة والأرض واحدة والانتهاك واحد.” وأضاف “أتمنى أن تتحلى تركيا بالحكمة والعقلانية وألا ترتكب هذا الخطأ. لكن عندما ترتكب هذا الخطأ فالشعب لن يسكت ولا الدولة. إذا فرض القتال فرجال العراق أشاوس وأبطال، إذا فرضت علينا الحرب سنواجه الحرب بالحرب. من يفرض الحرب هو الطرف المقابل بعدم استجابته لمطلب العراق”. واشار الجعفري الى ان “العراق أيضا عنده تحالفات مشروعة مع دول التحالف وإذا لم يرق التحالف الآن لمسؤوليته فإنه يؤثر على نفسه.” واعتبر الجعفري أن المعركة حول الرمادي تسير بشكل جيد وقال ان عصابات داعش الارهابية تستخدم المواطنين في هذه المدينة كدروع بشرية. وقال “داعش يفهم الطبيعة العراقية ويفهم أننا لا يمكن أن نقتحم حيا به دروع بشرية.. أطفال ونساء. الأساليب الوحشية نواجهها بالتضحية. العراقيون شجعان ومستبسلون لكن لا نقتحم حيا أو منطقة بها دروع بشرية. وحول التعاون مع روسيا أكد الجعفري وجود تعاون “معلوماتي” مع روسيا لكنه نفى وجود أي تحالف عسكري مع الروس. وقال “روسيا وجهت ضربات قصمت الظهر إلى مناطق متعددة في سوريا. إذا كان هذا هو مفهوم التدخل الروسي فلا وجود له بالعراق.” وأضاف “إذا كان هناك تعاون للحصول على معلومات.. نعم نحن نستفيد من المعلومات. الحرب على الإرهاب تعتمد بصورة كبيرة على المعلومات المخابراتية.
“لكن لا يوجد تحالف عسكري بيننا وبين روسيا. إذا طلبت روسيا تعاونا أكبر من العراق (كاستخدام المجال الجوي) فسينظر في ذلك مع الحفاظ على سيادة العراق مع مراعاة الدستور العراقي ومع مراعاة التزامنا تجاه التحالف الدولي”.