مقالات ودراسات -
د علي خليف - 3:56 - 26/09/2024
-
عدد القراء : 141
كثيرة تلك المديونية الداخلية المستحقة على الدولة والتي من الواجب عليها تسديدها للشعب ، ففضلا عن مديونية المصارف الحكومية لمؤسسات الدولة، فإن لموظفي الدولة حقوقا مالية كثيرة على الدولة متوزعة على ابواب مختلفة وهي تصل إلى ارقام فلكية ، واغلبها على شكل ترفيعات متأخرة وعلاوات وغيرها ، فالذي يلقي نظرة على ادارة الأمور المالية في جميع وزارات ومؤسسات الدولة سيجد امورًا غريبة وكلها ترجعها لسبب واحد وهو الجهة المسؤولة عن الملف المالي من دون توضيح اجراءت ادارية او مدد زمنية لانهاء معاناة كثير من موظفي الدولة ، الذين لايأخذون اغلبهم سوى الراتب الشهري الذي هو ايضا خضع لتأخيرات طويلة حتى فقد مضمونه ، فمن ذلك على سبيل المثال ان هناك حقوقا للموظفين تتعلق بالترفيع والعلاوات وغيرها بحسب الاستحقاق الوظيفي ، وكذلك هناك حقوق لاساتذة الجامعات الحكومية اذ لهم استحقات مالية كثيرة وكبيرة تتوزع بين محاضرات تدريس دراسات عليا وإشراف ومناقشات وخبرات علمية وغيرها مع انها واجبة الدفع فإن هناك تأخيرا واضحا في دفعها من قبل الجامعات ، مع ان الوزارة تبذل جهودا لانهاء مثل هكذا موضوع بحسب الصلاحيات الممنوحة لها ، ولكن المشكلة تتفاقم ، وكلها تُلقى على عاتق الحكومة ولاسيما وزارة المالية ، وقس مثل ذلك على التربية ووزارات اخرى ، والمشكلة لماذا تدع الجهات المعنية مثل هكذا مشاكل تتفاقم ؟ بوجود مساحات تحرك يمكن تساعد في حلها وهي كثيرة ، فقد تكون هناك مسوغات للتأخير ولكن ممكن ان يكون ذلك لسنة او لسنتين ولكن ليس لسنوات طوال ، واغلب ذلك يرجع لمزاجيات ادارية ،
ان الذي يُراد تأكيده ان هناك حقوقا مستحقة للمواطن العراقي وهي ابسط مهام وزارات ومؤسسات الدولة ومن المفترض ان تقوم بتوقيرها للمواطن ولكن هناك ضعفا في التنفيذ ، فلماذا عندما تكون هناك حقوق للدولة على المواطن تأخذها بجميع الوسائل المتاحة لها ، في حين ان حقوق المواطن لديها تجعلها في متاهات ادارية لايقف المواطن عند حد لها ، وذلك واضح في مراجعات دوائر الدولة الذين يطالبون بحقوق الماء والكهرباء وكذلك مديريات المرور وهو حق واجب الدفع ، ولكن ماذا عن حق المواطن لدى الدوائر المعنية ؟.
ان المسار الصحيح لمعالجة المشاكل يكون بالوقوف عليها وهي في بدايتها والمسارعة في حلها وعدم تركها تتفاقم والقاء حلها على عاتق من يأتي بعد ذلك ، ومن هنا تكون المتابعة ضرورية من اجل انهاء كل ملف وليس تركه يتفاقم مما يسبّب مشكلة يستصعب حلها