يستغرب الشارع العراقي ذلك التصميم التركي على التواجد في البلاد والتأكيد على انه بطلب من الحكومة العراقية واذا سلّمنا جدلاً بذلك فإن الحكومة العراقية بكل قنواتها الرسمية طالبت وتطالب بانسحاب هذه القوات فورا لانتهاكها السيادة العراقية ،والعراق لديه خيارات متعددة يمكن ان يتخذها فهو ليس بالبلد الضعيف او محدود الامكانات، بل العراق اقوى واشد شكيمة من كثير من الدول المستقرة ،بدلالة قتاله لعصابات الارهاب طوال سنوات وانه حقق انتصارات كبرى ضد هذه العصابات، وفي تعاملاته الدولية يخضعها للمصالح المشتركة، ولا يسمح لأي دولة بانتهاك سيادته ،او استغلال اوضاع بعض مناطق البلاد وغياب السلطة المركزية عنها بسبب تواجد عصابات داعش فيها واحتلالها، لان من يسعى لخلق الاضطراب في تلك المناطق تحت اغطية مختلفة من دون التنسيق والتعاون مع الحكومة المركزية فان السلبيات ستلحق بتلك الاطراف الساعية لاحتلال مناطق من البلاد ،ولعل هناك من يتساءل عن كيفية الرد العراقي هل سيكون عسكريا، او دبلوماسياً، او تحركا دوليا ،او اقليميا ،فان البلاد تسعى بكل ما لديها من امكانات للدفاع عن ارضها ،فالعراق يفعل كل شيء، فماذا ستفعل الدول المحتلة لاراضيه للرد على العراق؟ فهو يتعرض لارهاب عالمي يتمثل بعصابات داعش وقاتله طوال سنوات ويقاتله اليوم ويحقق انتصارات عليه ،وهو قادر على ان يحمي ارضه، ولعل موضوعة مجلس الامن الدولي تعد من الخيارات المهمة التي على العراق ان يضع المجتمع الدولي ازاء مسؤولياته، ويضع التحالف الدولي امام مسؤوليته الدولية، لانه يتشبث بان عملياته العسكرية كانت بطلب من بغداد ويمكن للعراق ان يختار حلفاءه بنفسه على وفق الجدية في محاربة الارهاب ،فلا يجوز ان يقف التحالف الدولي مكتوف الايدي امام الانتهاك التركي للسيادة العراقية ،لذلك لابد للعراق من المضي قدما للحفاظ على سيادته والدفاع عن أمنه.