التجاذبات السياسية والاختلافات لا يمكن ان تأتي بجديد وسترجع البلاد الى مرحلة السجالات غير المجدية والمنابر الاعلامية المتناحرة مع انه من المفترض ان يكون الجميع على اتفاق بشأن الرؤية الشاملة للمرحلة الحالية والمرحلة المقبلة مع استشراف لمستقبل يشترك في رسمه الجميع ،غير ان اللجوء الى رؤية واحدة وتفكير احادي الجانب قد يؤدي الى تصادم في الرؤية ويقود بالسلب الى نتائج غير مرضية ولا تحقق النجاح بدلالة ان الكثير من القرارات تم اتخاذها بسرعة وبارتجالية ولكن سرعان ما تم اللجوء الى الاخر لتأطيرها واغنائها وهذا يمكن ان يعطي نتائج ايجابية فالعبرة ليس في المشاركة العددية وانما بالمشاركة الفعلية في اتخاذ الرؤية الموحدة ازاء التغلب على التحديات التي يواجهها البلد فمهما يكن من تفرعات وامتدادات الخطوات التي يتم انخاذها لاصلاح الامور وتوجيه مسارها بما يصب في صالح البلاد ،فان الجمهور الذي يراقب ذلك يحمل معه صفة الانتظار لما سيأتي فهل هناك خطوات اكثر فعالية وجدية وعمقا وتاثيرا في الحياة العامة؟ او ان الامور ستبقى على حالها وان ما تم الاعلان عنه يمثل اقصى درجات التفكير الاصلاحي؟ واذا كان الامر الاخير فهذا يمثل مشكلة كبرى لان كل ما تحقق لم يكن بمستوى الطموح وبمستوى ما يأمله المواطن واذا كان الاول وان هناك اجراءات وحزماً اكثر فعالية فلا بد من وضع الخطة الصحيحة والآليات القانونية والدستورية والواقعية لتطبيقها وان يكون العمل المشترك عنواناً بارزاً للانطلاق فالمشاركة في الرأي ستعطي زخما للقرارات وتعطي دفعة قوية نحو تحقيق اصلاحات حقيقية يلمسها المواطن وتنعكس ايجاباً على مجمل اوضاع البلاد. لذلك العمل بروحية الفريق الواحد ستعطي نتائجها الايجابية بما يحقق مصالح البلاد العليا.