بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
ما قيل عنه أنه رجلٌ لا يعرف الكذب , صادقٌ مع نفسه , بعيد في رؤيته , عميق في انتاجه , رائع في ابداعه , شخصية غير عادية , تتمتع بأيمان وصبر عجيبين وقدرة على المثابرة وتحمل المصاعب واحترام المعجزات بأسلوب مبدع خلاّق.. “موسى ” فنان لبناني، مثال حي لقوة الارادة والعزم لتحقيق الاهداف،استطاع أن يحقق حلمه ببراعة منقطعة النظير، بمفرده وبتعاون زوجته التي رافقته في الصعاب لإنشاء قلعة حلمه دام بناء هذه القلعة (ستون عاما). لم يكن موسى جاداً في دراسته حتى أن استاذه اعتاد أن يسخر منه والقول له: أنت لن تحقق شيئا”. بين عامي 1951 و1962، قال انه حضَّرَ كل شيء لتحقيق مخططه بما في ذلك شراء الأراضي والمخططات وفي عام 1962، بدأ عمله وبنى القلعة بيديه مستخدماً كل من الحجارة والطين حيث وضع رسوم متحركة التي كانت تمثل مشاهد مختلفة من الحياة القرية اللبنانية القديمة في القرن 19،مما جعل من العمل رؤية وإبداع حقيقي بكل الوسائل.وهي تتألف من ثلاث طوابق أحدهما متحف حربي للأسلحة والاخر للتراثيات العربية من اثريات واغاني وغيرها والقلعة حدث تاريخي على مستوى الدول العربية لنحتها من قبله بصورة غريبة توحي للزائر انها من جنائن الدنيا السبع. التقيناه وهو الذي لا يلتقي الناس الا القليل فعرّفنا بنفسه انه (موسى عبدالكريم المعياري) ولد في بلدة حارة السرايا السورية قرب أسوار قلعة الحصن عام 1931 في يوم عيد المولد النبوي الشريف.. كبر وترعرع في تلك المنطقة وانتقل الى مناطق وحارات اخرى.بدأت المعجزة، وبدأ البناء وبالامكانيات البسيطة وبدأ المهندس، المعمار، الفنان، النحات، موسى المعياري برسم خارطة حياته الجديدة… القلعة رسمت بيد رسام وتتكون من عدة طوابق استغل الطابق الاول متحف والطابق الثاني والطابق الثالث للأسلحة القديمة انه متحف يضم 12,713 قطعة سلاح وغيرها وهذا السلاح قد حصل عليها موسى خلال ستون عاما اشتراها من هنا وهناك وحصل على ترخيص بهذه الاسلحة كما يقولوالمتحف الآن يعتبر من أضخم المتاحف اذا دخلت القلعة احسست بإحساس غريب إنك امام قوة مهولة وقدرة فائقة وتحدِ لا يشبهه تحدٍ انت امام انسان فنان واديب لا يعرف الكلل .وقد حصل الفنان موسى على عدّة اوسمة ذهبية وغيرها تعبيراً ممن قلدها اياه عن حبهم واعجابهم بهذا الرجل المهندس الاسطورة. وارسلت اليه قصائد تتغنى بما حققه من حلم اضافة الى زيارة القلعة من قبل السواح العرب والاجانب والرؤساء والملوك والفنانين والشخصيات الفنية والسياسية. ان موسى المعياري مهندس كبير وكبير جدا ومن يقف أمام انجازه الضخم يتبادر الى ذهنه ان هذا الانسان هو خريج اكبر الجامعات في العالم في فن الرسم والنحت ومن أصحاب الملايين التي مكنته من تحقيق حلمه الذهبي الذي استمر ستون عاماً وعلى هضبة شامخة تعملقت قلعة موسى المعياري بين بيت دير القمر وبيت الدين لكن الحقيقة ان الجامعة التي تخرج منها موسى هي جامعة ذاته، جامعة موهبته، والاموال التي انفقت هي من عرق جبينه وأمواله الخاصة لأنه من أصحاب (الاكواخ المتواضعة) التي تخرج منها بتهوفن واديسون وجبران خليل جبران وغيرهم . ونحن اذا نوجة عناية الحكومات العربية في كل مكان للاهتمام بالإرث الحضاري في ارجاء العالم العربي ومنها العراق حضارة وادي الرافدين التي تتعرض للتجاوزات عليها من قبل الجهلة .أخيرا فان هذا الفنان سألنا على العراق وعن كربلاء واثار الاخيضر وهل يأمها الزوار ؟، وحملنا التحايا للصحفيين العراقيين جميعا ولصحفي كربلاء بصورة خاصة وهذا الرجل لا يرغب بلقاء أحد لكنه عندما عرف نحن من كربلاء قابلنا لأكثر من ساعة فضلا منه وحبا بالعراق وبكربلاء.
