Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

التحديات والمستقبل.. الفضاء الاقليمي رئة العراق

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:45 - 17/01/2017 - عدد القراء : 1686

  1. لم تتململ دولة اقليمية قدر تململ العراق بحثاً عن بقية مصالحه وتوازناته وجسده الاقليمي. البعض يعتقد ان ذلك ضعفاً، او انها مجرد ضغوط ومشاريع خارجية، والحقيقة ان هذا هو المصدر الاساس لقوة ووجود العراق. فداخله ومكوناته الدينية والقومية والمذهبية، عينة لخارجه.. وخارجه بشعوبه وانتماءاته المختلفة، امتداد لتعدديات داخله. وسيبقى العراق قلقاً داخلياً، فاوصاله ممزقة، ومصالحه مقطعة، وكل يريد التدخل بشؤونه.. بالمقابل سيبقى مشاكساً خارجياً، فمرة يريد تزعم المنطقة واخرى يريد ضم مناطق له، وصولاً لشن حرب على ايران واجتياح الكويت. لذلك دافع عن الخلافة العثمانية رغم كل اضطهادها وتعسفها بحقه. ولم يتردد بايفاد المرحوم الشيخ الشبيبي الى “الحجاز” لدعوة ملك هاشمي ينصبه عليه. وكان العراق مؤسساً للجامعة العربية (1945)، ومبادراً في مشروع الوحدة مع سوريا (1949) وذهاب وفد برئاسة المرحوم السيد عبد المهدي ليفاوض حكومة “الحناوي”، والتي اسقطها انقلاب “الشيشكلي”. بل تدرك القوى العظمى هذه الحقيقة، وغالباً ما تستغلها لخدمة مشاريعها، فواجهت التحديات الداخلية والخارجية المزعومة للناصرية والشيوعية باقامة حلف بغداد-1955 (Central treaty org, CENTO) من العراق وايران وتركيا والباكستان، وبالطبع بريطانيا. اعلن العراق 14/2/1958 “الاتحاد العربي الهاشمي” (العراق/الاردن، على امل دخول الكويت لاحقاً).. وأُعلنت “الجمهورية العربية المتحدة” 22/2/1958 (مصر/سوريا، على امل دخول اليمن لاحقاً)، وبعد سقوط الملكية، انقسمت قوى “جبهة الاتحاد الوطني” على موضوعتي “الاتحاد” ام “الوحدة” مع “الجمهورية العربية المتحدة”.. وفي 1963 اعلنت الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر، ومشروع الوحدة بين العراق وسوريا في 1969.. هذا وقد شارك العراق فعلياً في جميع الحروب في فلسطين. وسيبقى العراق متململاً من تقطع شراينه، ليس العربية فقط، بل الكردية والتركمانية والفارسية والازدية وغيرها ايضاً.. وليس الاسلامية فقط، بل المسيحية والصابئة، وكذلك المذهبية الشيعية والسنية، ومختلف التيارات والطرق الصوفية والعرفانية، وكثير من العوائل والعشائر، الخ.
  2. امامنا الاستمرار باجترار مشاريعنا البائسة الحالية، او احداث نقلة نوعية، بوعي لكامل خلفيات مشروع الاغلبيات السياسية وطنياً، وقلب معادلة دولة قوية ومجتمع مستلب وضعيف، الى مجتمع قوي ودولة قوية، للانفتاح على فضاء كبير، كانفتاح رئيس الوزراء التركي نجم الدين اربكان (1997) بتاسيس مجموعة “الدول الثمان الاسلامية النامية” (مصر، نيجيريا، باكستان، ايران، اندنوسيا، ماليزيا، تركيا، بنغلاديش)، والتي ما زالت قائمة، لكنها تتطلب التوسعة، وبث الحيوية والنشاط فيها.
  3. هذا هو التيار الصاعد، والحل الطبيعي الطويل الامد لسلسلة من العقد والمشاكل التي نعاني منها. وذلك بالانفتاح بعقل  وخطاب جديدين واطر جديدة، بدءاً من ابسط الاشكال الى اكثرها تعقيداً وطنياً ومع جميع دول الجوار، اي تركيا وايران وبقية الدول الاسيوية، ودول الخليج ومصر وبقية الدول العربية. وسواء نجحنا في تشكيل اتفاقات امن وحقوق خاصة وعامة وحرية انتقال الشعوب وتوحيد الاسواق والتعاون في شتى المجالات، او تحولنا لاطارات سيادية كالاتحاد الاوروبي، او اي شكل اقل او ارقى، فاننا سنتحول الى قوة عالمية يتجاوز سكانها المليار نسمة.. قوة روحية ودينية واقتصادية وأمنية وسياسية وثقافية وتجارية وسياحية وحضارية وبيئية وعلمية وتكنولوجية وفضائية ونووية وفي المواصلات والاتصالات والطاقة قل مثيلها.. لها ككل، ولدولها على انفراد، احترامية وندية عالمية لا يمكن ان تبلغها بمفردها. قوة تستطيع ان تحتوي التنوعات الدينية والمذهبية.. وتستطيع ان تقدم حلولاً للقضايا القومية المختلفة. وتستطيع ان تقف مع كل دولة في الفضاء الاقليمي تساندها في حل مشاكلها المحلية. نعلم ان البعض سيقول لنصلح اوضاعنا اولاً ثم نذهب لمثل هذه الحلول.. ونحن نرى بان اصلاح اوضاعنا غير ممكن بدون البدء باتخاذ خطوات في الانفتاح فيما بيننا وما تمثله تلاويننا من امتدادات مع فضاءاتها، ومع دول الجوار والفضاءات الخارجية، وما تمثله من امتدادات داخلنا.. وتطويق الخلافات والصراعات الكثيرة المستشرية بيننا والتي تنتقل لداخل كل منا.. لهذا نقول ان الحل هو بتفعيل المشتركات الكثيرة فيما بيننا، والتي ستكون عاملاً حاسماً في تقديم حلول ناجعة قابلة للتطبيق في تطورنا الداخلي والخارجي. “عراق الجغرافيا” وسايكس بيكو يقتلنا، و”عراق الشعوب” والفضاءات المشرقية يحينا.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
35°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية