Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الدبابات الامريكية تقتحم مقرنا في الجادرية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:05 - 12/04/2017 - عدد القراء : 1959

في 21/4/2003 كان عندي لقاء رتبه الاخ حامد البياتي ممثل “المجلس” في لندن مع شخص اجنبي بشؤون تتعلق بالاغاثة، ولعل اسمه Andro Mourrison. جرى الاجتماع في القصر الجمهوري الذي كان يعلوه التراب وخال من الاثاث. وبعد الاجتماع مررت بمقر لنا في الكرادة.. وجدت القوات الامريكية قد دخلته وطرحت الموجودين فيه ارضاً على وجوههم وكممت ايديهم من الخلف. تركتهم لاذهب الى المكتب الرئيسي سعياً لمعالجة الامر من هناك، وكان يقود سيارتي ابن اخي كاظم شبر. وهناك وجدنا دبابات امريكية قد دمرت السور الخارجي للدار. ورأيت ايضاً ما رأيته في المقر السابق. لم اجد امامي من فرصة الا الترجل والدخول وسط تهديدات الامريكان باعتقالي ايضاً. اخذت اكلمهم بصوت مرتفع، وهنا لم يكتفوا بتقييد يدي كبقية الموقوفين، بل وضعوا شريطاً على فمي. كان عدد الموجودين من جماعتنا 20-21 شخصاً من بينهم السادة محمد ورعد وقصي وعدي الحيدري وبشير الوندي (ابو اكرم) وعبد الاله التوتنجي (ابو ارسلان) وحامد عباس لفتة (ابو صلاح) واربعة صحفيين وعدد آخر من الاخوة الذين كانوا متواجدين في المقر او المراجعين له.. وبعدها وضعونا في شاحنة مقيدي الايدي. وقبل ان تتحرك الشاحنة قال لي احد الاخوة، كنا سنحتاجك اكثر في الخارج، وهنا تكلمت من الشاحنة بصوت مرتفع مع ابن اخي كاظم، الذي كان على الرصيف ان يتصل بـ”الاخوة” ليطلعهم على ما حدث.

كان الوقت عصراً واعتقلونا في ملعب تنس مكشوف محاط بسياج في قصر رئاسي في المنطقة الخضراء. صلينا صلاة المغرب مقيدي الايدي بامامة السيد محمد الحيدري. وقبل صلاة العشاء وقفت امام الصف وقلت للاخوة. سنعلن منذ الان الاضراب عن الطعام والكلام.. وسأكون المتحدث الوحيد بينكم منعاً من حصول اي تضارب في الحديث. قلت لهم انني اضربت مرتين عن الطعام لمدة 11 يوماً، في كل مرة.. والأمر سهل عدا اليوم الاول. فاصبروا وسنكسب المعركة. وبعد انتهاء الصلاة، طلبت الضابط الامريكي، وقلت له انكم تتصرفون كقوات احتلال، ولم تأتوا لتحرير العراق كما تدعون، والا كيف تعتقلوننا كما كان صدام يعتقلنا. وقلت له قررنا اعلان الاضراب عن الطعام والكلام لحين اطلاق سراحنا واسترداد اموالنا وهواتفنا ومتعلقاتنا. قال لي لكنك تتكلم. قلت له لن تسمع سوى صوتي ممثلاً لكافة اخواني. بعد فترة جلبوا علباً من الطعام الجاف الذي يوزعونه عادة على الجنود. لم يقترب احد منا منها، وقضينا معظم الليل في نقاشات واحاديث.. ثم افترشنا الارض، ومع لسعات برد الصباح، التحفنا “الموكيت” المترب.. وقبل ان ننام طلبت من اخواني الاحتفاظ ببعض قناني الماء لاننا سنعلن غداً اضراباً عن الماء ايضاً.

في الصباح، دخل 2-3 ضابط ملعب التنس. وقالوا ان المسالة ستحل قريباً، وطلبوا ان نلغي الاضراب عن الطعام كبادرة حسن نية. قلت لهم لن نلغي اضراب الطعام بل نعلن لكم اننا اضربنا عن الماء ايضاً. فقلت للضباط، اطلقوا على الاقل سراح الصحفيين كبادرة حسن نية. قالوا سنطلق سراحكم جميعاً بعد قليل. عندها علمت ان الاتصالات الخارجية اجدت نفعاً. فقلت لهم لن نخرج الا عند استعادة ما اخذ منا، وان تأتي المفرزة التي اعتقلتنا لتعيدنا للمكان الذي اخذنا منه. والهدف هو عدم الظهور اذلاء ورفع معنويات السكان الذين شاهدونا مقيدين ان لا مجال للخوف عندما يكون الانسان محقاً. وبعد قليل جلبوا لنا موجوداتنا مع نقص في الاموال. وقالوا ان المفرزة التي اعتقلتنا هي في واجب ولا تستطيع ان تقلكم. قبلنا بهذا الحل وخرجنا مشياً، واتصلنا باخواننا في الخارج ان ينتظروننا متجمهرين عند الجسر المعلق ليشاهد الناس خروجنا اعزاء غير اذلاء.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
32°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية