Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الرئيس “الامريكي”.. هل اقتربت النهاية؟

الافتتاحية - 2:20 - 14/12/2017 - عدد القراء : 465

بسم الله الرحمن الرحيم

الرئيس “الامريكي”.. هل اقتربت النهاية؟

قد يكون الرئيس “ترامب” حقق بعض المكاسب الاقتصادية للامريكيين الذين يعطون للاقتصاد الاولوية.. لكن “ترامب” ارتكب سلسلة من القرارات المنفعلة داخلياً وخارجياً، مما جعل مركز ومكانة الولايات المتحدة في خطر شديد حتى مع اقرب حلفائها.. لذلك تقول “الواشنطن بوست” قبل ايام، وهي تميل للديمقراطيين “ان اكبر تهديد يواجه الولايات المتحدة هو رئيسها”.. بل يُنقل عن “جون ماكين” وهو من كبار الجمهوريين “ان الفضائح المحيطة بالرئيس وصلت حد فضيحة ووترغيت”.

معظم المعارك بين “الجمهوريين” و”الديمقراطيين” هي حملات لزعزعة المواقع بالتحريضات والمبالغات والفضائح التي تستخدم لاغراض سياسية. ورغم ان النظام الامريكي يمتلك قدرات تكيف عالية سمحت له مراراً بتجاوز ازماته، لكن هناك الكثير من المؤشرات الداخلية والخارجية تشير بأن الدولة العظمى تتململ، وتشهد تحديات وانقسامات حادة داخلية وخارجية اكبر من الصراع بين الحزبين؟

ترتفع الاصوات المطالبة باستقالة الرئيس.. خصوصاً بعد مؤتمر صحفي لـ 3 نساء يتهمنه بالتحرش.. وهن من ضمن 18 امرأة ذكرن حوادث تحرش جنسي خلال الـ37 عاماً الماضية. مما قاد كبار الشخصيات وجبهة واسعة للرأي العام، واعضاء في الكونغرس للمطالبة بفتح تحقيقات.. اضافة  لمواضيع كثيرة اخرى، منها اقرار “ميشيل فِلين” مستشار “ترامب” السابق للامن الوطني، بانه كذب بالتحقيقات مع “اف بي أي” في موضوع تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، مما وضع “ترامب” في وضع محرج. وهو ما تقود اليه مواقفه وتغريداته المستمرة التي يقال انها تُحرج اقرب المقربين له.. ففي قضية الملف النووي الايراني يقولون ان جميع مساعديه نصحوه ان الانسحاب، الذي يعلنه، سيكون ضاراً، لكنه يستمر بعناده، مما يدفعهم للالتفاف بالكلمات تخفيفاً للاثار. وقبل يومين وصف الرئيس السناتور الديمقراطية “كيرستين جيلبراند”: “ستفعل اي شيء لحملات الدعم المالي ” Would Do Anything for Campaign Donations “، وفُسرت عبارة “اي شيء” بالجانب الاخلاقي.. وقيل ان هذه الكلمات الست ستسقطه. والمؤشر الاهم لتحول الرأي العام هو انتخابات ولاية “الاباما” يوم الثلاثاء الماضي، بين الجمهوري “مور” المتهم بالتحرش الجنسي ايضاً، والمدعوم من الرئيس، والديمقراطي “دوغ جونز”. و”الاباما” ولاية شديدة الولاء للجمهوريين الذين لم يخسروا فيها منذ 3 عقود.. لهذا يأتي فوز “جونز” بـ50.8% ضربة قاسية لـ”ترامب”، خصوصاً وان من حسم المعركة السود والطبقة المحدودة الدخل.

ستكبر كرة الثلج بمرور الايام، ويتكلم كثيرون عن احتمال نهاية مبكرة للرئاسة.. 1- عن طريق الضغط، كما في حالة الرئيس نيكسون وفضيحة “ووتر غيت”.. 2- او بعد توجيه التهمة للرئيس، كما حصل للرئيسين “اندرو جونسون” في 24/2/1868  لكنه برىء في 26/5/1868.. و”بيل كلنتون” الذي اتهم في 19/12/1998 وبرىء في 12/2/1999. وهذه عملية صعبة للغاية لانها تتطلب الثلثين.. علماً ان الجمهوريين اليوم لديهم 238 في مجلس النواب و52 في مجلس الشيوخ.. ولدى الديمقراطيين 193 في الاول، و46 في الثاني.. وان فوز ديمقراطي في “الاباما” لن تؤثر كثيراً.. 3- او ان يقوم نائب الرئيس “مايك بنس” باستخدام التعديل (25) من الدستور المتضمن.. اذا قام نائب الرئيس واغلبية من الحكومة باعلام الكونغرس بان الرئيس غير مؤهل لادارة السلطات والواجبات المناطة به، فان نائب الرئيس سيتولى المسؤولية كرئيس بالوكالة Acting President.

تطورات يجب متابعتها وتشخيص مصالحنا. فالولايات المتحدة تقود تحالفاً في العراق ولديها اعداد غير قليلة من الجنود ولدينا مصالح اقتصادية وعسكرية كبيرة معها.. واتخذ “ترامب” قرارات مجحفة تمسنا مباشرة وغير مباشرة، منها قراره حول القدس كعاصمة ابدية لاسرائيل.. وموقفه من العقوبات والملف النووي الايراني.. ومن المهاجرين من الدول الاسلامية.. وفي “مؤتمر الرياض” وتشجيعه المحاور الاقليمية.. وانسحابه من اتفاقية المناخ.. وسياساته النفطية، وغيرها من مواقف تتعلق بروسيا والصين واوروبا وكوريا الشمالية وتركيا ستنعكس علينا بشكل او اخر.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
36°
Sat
36°
Sun
الافتتاحية